تاريخ الشعوب يتحدث..!

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

يحتفيشهر نيسان بمناسبات عدةمحلية وإقليمية ودولية. وتعصف بالمنطقة أزمات تتفاقم ويزداد لهيبها، وتجتاز حدودسورية إلى بلدان الجوار.

يسجلالتاريخ الحديث انتصارات الشعوبعلى الظالمين والمستبدين. وفي المقابل نقرأ صفحات سوداء من المجازر التي نفذتهاأدوات القمع والإبادة في إسرائيل وتركيا العثمانية.

وفي24نيسان عام 1915حدثت مجازرالأرمن، بعد مرور عام على الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918). فقد اتهمت الإمبراطوريةالعثمانية الشعب الأرمني، بأنه يقدم المساندة والدعم لروسيا خلال الحرب. لذلك شنَّت حملة عسكرية دموية قمعية لا مثيل لها في تاريخ البشرية. وكانت حربإبادة جماعية ذهب ضحيتها نحو مليون ونصف مليون من مختلف الأعمار.. وبينهم مئات آلافالنساء والأطفال.

ورغمهذه السنين الطويلة على المجازر،لا تزال هذه الصفحات المؤلمة ماثلة أمام الأجيال، مكتوبة بحروف الحزن والألموالصبر والنضال المستمر، لفضح سياسة رجال الدولة العثمانية القديمة والتركيةالحديثة الذين يتنكرون لما نفذته أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء.

إنهزيمة الإمبراطورية العثمانية (الرجل المريض)، يقابلها تنفيذ المجازر وإعدام المناضلين للتعويض عن الخسائرالتي حلّت بالعثمانيين. وكانت مجزرة الأرمن عام 1915 من أضخم المجازر التي عرفهاالتاريخ الحديث، وأحد فصول الهمجية والوحشية والإبادة وذلك لأسباب قومية وطائفية.

لقدأعلن طلعت باشا وزير الداخليةحينذاك، بدء المجزرة في جميع المدن والقرى التي يوجد فيها الأرمن بلا استثناء، خاصةفي الأناضول الشرقية.

وأصدرتالحكومة التركية الرجعيةبياناً، تطالب فيه مليوني أرمني بالرحيل خلال 24 ساعة، وأدانتهم ووصفتهم بأعداءالداخل. وقد خالفوا القوانين وقاموا بالتسلح بقصد الثورة، ودعم الجيوش الروسيةالتي تخوض حرباً ضد الأتراك. وهام الملايين على وجوههم في صحراء التشرد والخوفوالمطاردة والجوع والذبح كما تذبح الخراف، والبحث عن ملجأ في سورية والعراق ولبنانوالأردن. وكانت حصيلة هذه الهمجية والعنصرية والعدوانية قتل جميع الرجال وسبيجميع النساء.

السؤال: هل هذه الأسباب تستحق تهجيرالملايين من وطنهم وإبادتهم؟ وهل يستحق الشعب الأرمني الذي له دور رئيس في بناءالاقتصاد التركي أن يذبح؟ وهل يستحق هذه العقوبة – الجريمة لأنه ساند روسيا فيالحرب؟

لمتأتِ هذه الجريمة مفاجأة، بلرسم مخططها وحدد زمنها وساعة تنفيذها. وبدأت من الناحية العملية في عهد السلطان عبدالحميد، التي تلت مجازر سابقة. فبين عامي 1894 و1896 اندلعت مجازر ضد الأرمن بحجةسعيهم للاستقلال وقُتل منهم مئتا ألف. واتبعت سلطة الاتحاد والترقي بعد خلع السلطانعبد الحميد عام ،1909 سياسة تتريك متطرفة تجاه جميع المكوّنات الدينية والإثنيةللإمبراطورية. وأن التطهير العرقي وتخليص تركيا من الأرمن، التي تصورت أن المجزرةهي أقصر الطرق للوصول إلى دولة نقية الدماء مستقاة من النظرية النازية. ثم جاءتمجزرة أضنة في أول حكم الاتحاديين فقتلوا ثلاثين ألفاً.. وهكذا لم ينته مسلسل الجرائموالمجازر بحق الأرمن والكرد وغيرهم.

لميقف الشعب الأرمني في هذه العقودصامتاً يجترّ ذكريات الألم، بل بقيت مرارة الماضي والحقد التركي الأسود ماثلةوراسخة في ذاكرته، ولم يضمّد جراحه ويقول إن الماضي مضى، لكنه على مدى هذه العقودلم يهدأ أبداً، بل جاب العالم قاطبة الذي تعاطف معه وطالب أيضاً، المنظمات الإقليميةوالدولية بإدانة منفذي المجزرة الذين دفنوا رؤوسهم في الرمال. ولم يعترف الأتراكبما قام به أجدادهم من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، هؤلاء الذين كتبوا تاريخهمبدماء الشعب الأرمني. وفي هذا المجال يقول الباحث الأرمني آرا سركيس آشجيان: (وتتفق مصادر عديدة على أن يهود تركيا ومحافلها الماسونية كانت عاملاً مساعداًكبيراً على ارتكاب حزب الاتحاد والترقي غالبية أعضائه من يهود الدونمة والماسونالمتنفذون في محفل سالونيكا الماسونية)، والسلطات التركية لهذه المجازر فيشرقي الأناضول. وشملت هذه المجازر وصور الألم والقتل والذبح والموت جوعاً والتهجير،المسلمين القاطنين قرب الحدود الروسية، في شتاء ثلجي قارس البرودة، كان سُمْكالثلوج أربعة أمتار .

الآن .. والعالم يجتاز عتبة العقدالثاني من القرن الحادي والعشرين، لا تزال تركيا – العثمانية الجديدة – تقف علىمشارف حدود الإمبراطورية المنهارة.. وتطل على الماضي وتحاول استعادته لتحقيق حلمولد ميتاً.. وتدسّ تركيا أنفها في الشؤون الداخلية لسورية، وتتحالف مع أرذل الدولالرجعية في المنطقة.. وتصدّر إلينا كل ما هو متخلف ومهترئ.

وبهذهالمناسبة الأليمة، الذكرىال98 لمجزرة الأرمن في 24 نيسان عام ،1915 لا يسعنا إلاَّ أن نحيي الشعب الأرمنيالمقاوم حليف الشعب السوري والمساند له في قضاياه المشروعة

العدد 1105 - 01/5/2024