السيدة العظيمة هل ستنصف النساء السوريات؟

مرّة أخرى تشغل نجاح العطار منصباً سياسياً، نائبة لرئيس الجمهورية، وهي أول سيدة في العالم العربي شغلته منذ عام 2006 تلك السيدة نالت العديد من الأوسمة. وسام الصداقة بين الشعوب، ووسام الثقافة البولونية، ووسام الاستحقاق برتبة الضابط الكبير، ووسام جوقة الشرف برتبة كوماندور، ووسام الصليب المقدس، ووسام الكنز المقدس ذو الوشاح الكبير في أرفع درجاته من إمبراطور اليابان 2002 وميدالية الشرف من الرئيس التشيلي عام 2004. ووسام السيدة العظيمة، من فرسان مالطا، وقد عملت على تأسيس مركزٍ للدراسات الاستراتيجية والإقليمية. وكانت عضوة في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب، وفي المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.ولسنوات طويلة عملت على كتابة الدراسات النقدية في الشعر والرواية والمسرح، وكتابة الزوايا الصحافية الأسبوعية، ومقالات عديدة في الأدب السياسي، وأصدرت عدداً من الكتب في الأدب والنقد والسياسة والدراسات المختلفة.

وقد حصلت على دبلوم الدراسات الإسلامية عام 1956 ثم الدكتوراه في عام 1958 في الأدب، وعدد من الدبلومات في العلاقات الدولية، وفي النقد الأدبي والنقد الفني. تاريخ كبير غني امتلكته امرأة سورية ككثير من النساء السوريات المتميزات اللواتي ناضلن لإثبات وجودهن ومشاركتهن في المجالات كافة، على أن يتم إنصافهن يوماً ما إنصافاً حقيقياً بعيداً عن البروتوكولات والشكليات. تنتظر النساء السوريات اليوم من (نائبة لرئيس الجمهورية) الدعم لتغيير كثير من القوانين غير المنصفة، هذا الانتظار الذي لم يكن ساكناً يوماً، فقد تحرّكت النساء منذ عقود في سورية يطالبن بإنصافهن، بعض القوانين عدّلت وبعضها بقي على حاله، فمسيرة المرأةالسورية ونضالها لم تتوقف إلى يومنا هذا ولا زالت تطالب بإعطائها الحق المساوي للرجل بمنح جنسيتها لأبنائها وزوجها، وتعديل قانون الإرث وقوانين العقوبات في جرائم الشرف والدافع الشريف والزنى والاغتصاب وغيرها، إضافة إلى تغيير شامل بقوانين الأحوال الشخصية، وخاصة فيما يتعلق بشهادة المرأة في الأمور الشرعية، وكل ما يرافق ذلك من تغييرات في التعامل مع حقوق المرأة هي بالأساس مخالفة للقانون، لكن يتم العمل بها لأنها من العرف، كعدم السماح للمرأة بالشهادة حتى في الأمور المدنية في دوائر الدولة، واستحضار جرائم ليست موجودة لكن يتم العمل بها بطريقة سوريالية كجرم التغيب عن المنزل، ومساءلة المرأة عن أيام غيابها حتى أمام الطبيب الشرعي، وكل ذلك بشكل مخالف للقانون وبموافقة القائمين على تنفيذ القانون..

كل ذلك تنتظره اليوم النساء السوريات من سيدة عليها أن تكون معيناً للنساء ومساهمة في إنصافهن في خطوة لإنصاف المجتمع كلّه نساء ورجالاً..

العدد 1107 - 22/5/2024