في تسعينية الحزب.. مهرجان خطابي لمنطقية ريف دمشق في جرمانا

احتفالاً بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد بريف دمشق، مهرجاناً خطابياً في المركز الثقافي العربي بجرمانا، يوم السبت 1تشرين الثاني 2014.

حضر المهرجان الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب، والرفيقة إنعام المصري، عضوة المكتب السياسي للحزب، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية، وأمين اللجنة المنطقية بدمشق، وعدد من أعضائها، والرفيق محمد كبتولي، عضو قيادة فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، ورئيس وأعضاء مجلس مدينة جرمانا، وممثلو القوى والأحزاب الوطنية والهيئات الروحية في جرمانا، وعدد من ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وجمهور واسع من الأصدقاء والصديقات والرفاق والرفيقات من منظمات دمشق وريف دمشق والقنيطرة.

وقف الحضور دقيقة صمت (تقديراً لتضحيات جيشنا وشعبنا، وتضامناً مع الضحايا، ضحايا  العنف والإرهاب: المهجرين والمحاصرين، والمعتقلين، والمخطوفين، وإكراماً لأرواح شهداء الحزب والوطن)، وافتتح الاحتفال بالنشيد الوطني.

قدم الرفيق عادل الحكيم، أمين اللجنة الفرعية في جرمانا، عريف الحفل، الخطباء بكلمات موجزة.. واختتم الاحتفال بالنشيد الوطني.

كرباج: لن ينالوا من وحدتنا

ارتجل الشيخ عبد اللطيف كرباج، كلمة باسم أهالي جرمانا والهيئات الروحية فيها، رحب فيها بالمحتفلين، ورأى في تلاقي هذا الطيف الواسع من القوى الوطنية والأحزاب، تعبيراً عن الوحدة الوطنية في مواجهة من أرادوا بسورية شراً. وأضاف: (طوبى لكل حزب يعمل لصالح الوطن وبقائه.. رغم الأزمات، ورغم أحقاد الحاقدين.. ومهما حاولوا لن يستطيعوا أن ينالوا من وحدتنا الوطنية).

صالح: حزب الشعب والوطن

وألقى الرفيق أحمد صالح، عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كلمة باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، حيّا فيها الرواد الأوائل الذين أكدوا بممارساتهم العملية أن الحزب الشيوعي السوري هو حزب للشعب والوطن، حزب الديمقراطية والتنوير والعدالة الاجتماعية. ورأى أن ولادة الحزب (كانت استجابة لحاجة موضوعية ولمتطلبات النضال الوطني والاجتماعي). وأشار صالح إلى الظروف المعقدة، متمنياً (أن تخرج سورية من أزمتها بأسرع وقت سليمة معافاة قوية)، مؤكداً (رفض التدخل الإمبريالي في المنطقة بذريعة محاربة الإرهاب). وتحدث عن معاناة الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة مخيماتهم في سورية بسبب سيطرة المجموعات المسلحة عليها، آملاً أن تنصبّ الجهود لعودتهم إليها. وختم بتحية (رفاق الدرب الطويل في الحزب الشيوعي السوري الموحد).

كبتولي: معاً ندافع عن سورية

وألقى الرفيق محمد كبتولي، عضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، كلمة فرع الجبهة الوطنية التقدمية في ريف دمشق، أكد فيها أننا (نقف معاً دفاعاً عن وطننا الحبيب سورية، الذي يتعرض لحرب كونية لم يتعرض لها بلد في العالم، أهدافها ضرب سورية وزحزحتها عن موقفها الصامد، ولتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير، وضمان أن تبقى الدولة الصهيونية هي الأقوى والمتحكمة بالمنطقة). وتطرق للأعمال الإرهابية التي استهدفت وحدتنا الوطنية والبنى التحتية والقوات المسلحة، مؤكداً صمود سورية، وأننا نحارب بيد ونبني باليد الأخرى. وحيّا في الختام الحزب الشيوعي السوري الموحد، متمنياً له المزيد من النجاح.

طالب: نضال دؤوب وطنياً وطبقياً

بعد ذلك ألقى الرفيق محمد عبده طالب، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، أمين اللجنة المنطقية بريف دمشق، كلمة اللجنة المنطقية، حيا فيها الحضور وأهالي مدينة جرمانا (التي تمثل رمزاً للتنوع واللحمة الوطنية الصامدة)، وحيا الرواد الأوائل (الذين ساهموا في نشر الفكر الاشتراكي العلمي، وأسسوا منظمات ماتزال مستمرة في تجذرها). وتحدث عن نضال الحزب الشيوعي السوري ضد الاستعمار الفرنسي وضد الظلم الاجتماعي، والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى عمل الحزب بين الفلاحين، (وخاض رفاقنا مواجهات مع الإقطاعيين في ريف دمشق، وسقط منهم شهداء). وكان للرفاق دور في تأسيس الجمعيات والتعاونيات في الريف.

وأشار إلى دور الحزب في تأسيس النقابات وقيادة التظاهرات والإضرابات العمالية، وأنه ناضل ضد الديكتاتوريات العسكرية، وقدم شهداء وسجن رفاق كثيرون (واستمر الحزب ممسكاً بالبوصلة الوطنية). وتطرق إلى ما تعرض له الحزب والرفاق من اضطهاد وحرمان من العمل والوظائف، ومع ذلك (ظل الحزب حريصاً على تحالفاته الوطنية التقدمية، مدافعاً عن سورية وفقرائها وكادحيها، وعن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رافضاً التدخل في شؤونها الداخلية، ورافضاً أشكال الهيمنة والاستغلال والفساد والإرهاب الفكري الظلامي).

وفيما يتعلق بالأزمة أكد طالب أن الحزب (بيّن بوضوح منذ بداية 2011 أسباب الأزمة داخلياً وخارجياً، واقترح الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومحاربة الإرهاب، وإذ تتعرض سورية منذ سنوات لحملة شرسة من أعتى قوى الشر في العالم، فإن حزبنا أكد أن الحل سياسي بامتياز، وأن المهمة الأساسية الآن هي محاربة الإرهاب التكفيري وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، ونشر الفكر الوطني والعلماني والتقدمي، والتوجه لعقد مؤتمر وطني عام ينبثق عنه ميثاق وطني شامل يظلل جميع السوريين).

البني: مواجهة الإرهاب وتعزيز الجبهة الداخلية

كلمة قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد في الاحتفال ألقاها الرفيق فؤاد البني، عضو اللجنة المركزية للحزب، حيا فيها الرواد الأوائل والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن القضايا الوطنية والاجتماعية، مشيراً إلى أن النضال الوطني للحزب اقترن دوماً بنضاله ضد الإقطاع والاستغلال، ودافع عن حقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة، مستعرضاً جوانب من هذا النضال. فقد دعم الحزب حركات التحرر في العالم، ووقف مع تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وناضل ضد الديكتاتوريات العسكرية، وتعرض أعضاؤه للملاحقة والاعتقال والقهر والتشريد.. وتحالف الحزب مع الأحزاب والشخصيات الوطنية التي رفعت شعارات وطنية واجتماعية، ودافع دائماً عن السيادة والاستقلال ورفض الأحلاف العسكرية، وأيد الوحدة بين سورية ومصر مميزاً بين الوحدة وحكم الوحدة، مقترحاً البنود الثلاثة عشر لإصلاحها.

وأضاف: (أدرك الحزب منذ اليوم الأول للأزمة أنها أزمة مركبة كبيرة وخطيرة، فيها ما هو داخلي، كغياب الديمقراطية والتضييق على الحريات، واستشراء الفساد، وانتشار البطالة، وانخفاض الدخل، والثراء الفاحش، وحالة الطوارئ المستمرة، وفيها ما هو خارحي، وهو استهداف سورية وتحطيمها وتدمير بناها التحتية، وإلغاء قرارها الوطني المستقل، وذلك لأنها ترفض كل أشكال الهيمنة والإملاءات والتدخل الخارجي، وتقف إلى جانب المقاومة، وترفض تقسيم المنطقة وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد. وأكد حزبنا وقف منذ البداية ضد أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، ورفض حمل السلاح، وعسكرة الحراك، ونبه إلى خطورة التحالف الأمريكي –  السعودي- القطري- التركي، وخطورة المد السلفي التكفيري).

وأضاف: (إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، يرى اليوم أن المهمة الأساسية هي مواجهة الإرهاب، وصيانة وحدة سورية، أرضاً وشعباً، وتقوية الجبهة الداخلية بتلبية الحاجات الأساسية للمهجرين وللجماهير الفقيرة، ومكافحة الغلاء والفساد، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، وعقد مؤتمر وطني يجمع كل القوى التي رفضت العسكرة والتدخل الطائفي، ويحدد مستقبل سورية الديمقراطي العلماني).

السنديانة السامقة

قال عريف الحفل في تقديمه لكلمة قيادة الحزب: (من التوق الإنساني إلى الحرية.. إلى العدالة.. إلى الارتقـــــــــــاء.. بإنسانية الإنسان، انبثق الحزب الشيوعي السوري، وتأسس، استجابة واعية في مواجهة الاحتلال والظلم والاستبداد، وانغرست البذرة، وامتدت جذورها عميقاً في تربة الوطن، حتى صارت سنديانة سامقة.. وظل الشعار – الهدف (وطن حر وشعب سعيد).

كان الحزب الشيوعي السوري على مدى تسعين عاماً، الأكثر وضوحاً في مقاومة الاستعمار، والأصلب في مواجهة الاستبداد والانقلابات العسكرية، والأكثر جذرية في مواجهة الظلم والاستقلال.

واليوم، نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، إذ نعتز بهذا التاريخ المجيد، فإننا نجدد العهد أن نتابع مع طريق المؤسسين الأوائل، طريق النضال وطنياً وطبقياً وإنسانياً.

العدد 1105 - 01/5/2024