تكريم للشيوعيين القدامى في السقيلبية

على شرف الذكرى التسعين لميلاد الحزب، أقامت منظمة الحزب الشيوعي الموحد في السقيلبية لقاء تكريمياً للشيوعيين القدامى حضره شيوعيون قدامى من الفصائل الشيوعية كافة.

افتتح اللقاء الرفيق فؤاد الضاهر والرفيق تيسير وردة عضوا اللجنة الفرعية، بكلمات معبرة تحمل معاني الذكرى ودلالاتها، مشيدين بدور الرفاق القدامى في تأسيس المنظمة واستمرارها ودورها في نشر الفكر التنويري في منطقة الغاب وفي محاربة الإقطاع والدكتاتوريات. ثم ترك الحديث للرفاق القدامى ليتحدثوا عن ذكرياتهم وبدايات تشكل الحلقات الحزبية في السقيلبية، مشيرين إلى الرفاق الذين كان لهم الدور المفصلي في هذا العمل العظيم، الأحياء منهم والأموات، كما تحدثوا مطولاً عن ظروف العمل السري وصعوبته والمعاناة التي عانوها والمطاردات وظروف السجون والزنزانات.

وفي الختام أكدت قيادة المنظمة استمرارها بمتابعة الطريق والنضال في سبيل الأهداف التي ناضل من أجلها رفاقنا القدامى، كما تم تأكيد ضرورة التنسيق والعمل المشترك بين الفصائل الشيوعية كافة وصولاً إلى وحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد يعيد الألق للفكر الماركسي، والأمل لجماهير الكادحين بغد مشرق.

*الجمهوريون قادمون.. ماذا عن سياسة واشنطن في المنطقة؟

في الانتخابات النصفية الأمريكية التي جرت مؤخراً، اجتاح الجمهوريون الكونغرس الأمريكي، وبطبيعة الحال ازداد يأس الرئيس أوباما وإدارته المنفضّة من حوله، وبالتالي سيصبح أوقح بكثير من ذي قبل، لأنه يدرك تمام الإدراك أن الوقت يمر بسرعة، وسرعان ما سيطير هو وحزبه من الإدارة الأمريكية.

لا شك في أن عدة أنظمة حكم عربية قد تنفست الصعداء بعد أن رأت (تسونامي) الحزب الجمهوري ينقض على الكونغرس ويسيطر عليه، جدير بالذكر أن معظم أنظمة الحكم العربية لا تحب الحزب الديمقراطي الأمريكي، ولم تحب الرئيس أوباما الذي جاء منه، بل يفضلون على الديمقراطيين وعلى الرئيس أوباما الجمهوريين ورئيساً من نوعية جورج بوش.

الشعب العربي الفلسطيني ربما كان استثناء، فقد خَبِرَ تعاقب الإدارات الأمريكية من ديمقراطية وجمهورية، ولم يشعر أن هناك فرقاً في منسوب الانحياز لإسرائيل في إطار مسار الصراع العربي- الصهيوني، ولم يلمس اختلافاً في كيفية التعامل مع قضيته الوطنية العادلة، وبالتالي لم يتسمر الفلسطينيون أمام شاشة التلفزة لمتابعة نتائج هذه الانتخابات، وهو اليوم أكثر ثقة بأن نظام الرأسين في واشنطن (أي الديمقراطي والجمهوري)، قد عطل وسيعطل أية مبادرات لإخراج المسار الفلسطيني من حالة الاستعصاء التي يعانيها منذ عشرات السنين.

أما الأردن فقد خَبِرَ في علاقاته مع واشنطن، إدارات ورؤساء ومجالس شيوخ ونواب تعاقب عليها الديمقراطيون والجمهوريون، من دون أن تتأثر علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، فالأردن عمل جاهداً وباستمرار على كسب التأييد من الحزبين لقاء خدمات يقدمها لأمريكا منذ تأسيسه، وبالتالي ليست لديه أية مشكلة في التعامل مع ثنائية الحكم الموزعة بين البيت الأبيض ومبنى الكابيتول.

لكن هيمنة الجمهوريين على  الكونغرس، ستكون لها تداعيات وانعكاسات متعددة بلا شك على عدد من ملفات المنطقة الساخنة المفتوحة، كما يؤكد العديد من الخبراء والمحللين السياسيين، وسينال الملفان الإيراني- السوري النصيب الأكبر من التركيز والاهتمام، يلي ذلك الملف اللبناني ولكن بدرجة أقل.

بالنسبة للملف الإيراني، سيمضي الرئيس أوباما وراء حلمه في توقيع اتفاق شامل مع إيران حول ملفها النووي، وسيعمل الكونغرس، صديق إسرائيل وحليف يمينها المتطرف ممثلاً بنتنياهو وزمرته، وحاضن أكثر برامجها التوسعية والعدوانية والاستيطانية طموحاً، سيعمل على عرقلة وإعاقة أية محاولة من الرئيس لإتمام صفقة التفاهمات مع إيران، ذلك أن الجمهوريين عادة- وهذا أمر معلوم للجميع- هم أقرب إلى الموقف الإسرائيلي حيال إيران منهم إلى الموقف الأمريكي، وهم كانوا ومازالوا يشجعون شن حرب على طهران في سياق الحرب على الإرهاب.

كما أنهم يعتقدون أن أزمات منطقة الشرق الأوسط برمتها لا يمكن حلها إلا عن طريق استخدام القوة وشن الحروب بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء من الحلفاء، وأنه لابد من التراجع عما يسمونه خيار التهاون والمقايضة والحلول السياسية.

إن الرئيس الأمريكي يتمتع بصلاحيات تنفيذية تمكنه من إنجاز الاتفاق مع إيران إن نضجت شروطه، لكنه لا يملك من الصلاحيات مايكفي لتلبية رغبات طهران في الإفلات من قبضة العقوبات والحصار المضروب عليها منذ عقود من الزمن.

ويقدر خبراء ومحللون سياسيون وعسكريون أن الأيام المقبلة ستشهد جدلاً محتدماً بين البيت الأبيض والكونغرس، خاصة إذا توصلت المفاوضات الأمريكية – الإيرانية إلى اتفاق شامل يجري التفاوض عليه.

أما على المسار السوري، فقد تصدّر الجمهوريون جبهة القوى المؤيدة لتسليح المعارضة السورية التي يسمونها (معتدلة) وتدريبها، حتى أن بعضهم لم يمانع من التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية.. هذا إلى جانب ما جرى من اجتماعات بين قادة من الكونغرس من الحزب الجمهوري وبين عناصر من هذه المعارضة التي توصف من قبل الولايات المتحدة بـ(المعتدلة)، علماً بأنه ثبت في نهاية المطاف للجميع وبالأدلة القاطعة، أنها أي (المعارضة المعتدلة) هذه رديف للنصرة أو امتداد لداعش.

الأرجح إذاً أن السياسة الأمريكية في سورية سيطرأ عليها قدر من التغيير لصالح نزعات ودعوات التدخل والعسكرة، بدلاً من البحث عن حلول سياسية، ما لم يأخذ الرئيس الأمريكي على عاتقه أمر المبادرة لتسوية سياسية للأزمة السورية، معتمداً على صلاحياته الرئاسية ومراسيمه التنفيذية التي أناطها به الدستور الأمريكي.

وبالمقابل هناك آراء أمريكية وغربية تتبناها مراكز بحوث سياسية متخصصة تقول: لقد قضى أوباما ستة أعوام من التردد في البيت الأبيض، عزاها البعض إلى خصائصه الشخصية، والأرجح أنه سيقضي العامين الآخرين الباقيين من ولايته الثانية في التردد أيضاً، ولكن هذه المرة ستملي هذه التردد حسابات (توازن القوى) الجديد بين البيت الأبيض والكابيتول هيل.

العدد 1105 - 01/5/2024