سيبقى أقحوانك حيّاً كياسمين دمشق

أسرة الفقيد..

أيها الرفاق..

أيها الزملاء..

أيها الأصدقاء..

أبداً تسترد ما تهب الدنيا

فيا ليت جودها كان بخلا

قرابة خمسين يوماً مرت على رحيل فقيدنا الغالي الرفيق الأديب باسم عبدو، ونحن نتذاكر مواقفه ونعدد مناقبه ونحصي مآثره.

ومن ذا الذي تُرضى سجياه كلها

كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه

أيها الصديق باسم عبدو..

وقفت مطولاً أمام ما كتبتُه عنك، واسترجعت ما قلته فيك، ملأتني الخشية واستبدّ بي شعور مزدوج مشوب بالخوف من المبالغة أو التقصير والإجحاف.. لكن الرد جاءني سريعاً مما ساعدني على تجاوز مخاوف المبالغة حيناً أو التقصير حيناً آخر.

جاء الرد في عدد المشيعين، وفي الكلمات التي قيلت في التأبين العفوي، بما فيها من صدق ونبل ووفاء..

ثم في أعداد المعزين وفي شهاداتهم فيك، وفيما توارد إلى جريدة (النور) من مقالات حول شخصك وإنتاجك الأدبي. هذه الكلمات توجت بالملف الذي أعدّته (الأسبوع الأدبي) التي كنت مدير تحريرها، والذي ضم مقالات من أدباء مشهود لهم في فن القول والكتابة، ومن أصدقاء بادلوك وفاء بوفاء.

ثمة إجماع أيها الصديق على ما فيك من نبل في الأخلاق وشجاعة في المواقف، وإخلاص في العمل، ومحبة ووفاء للأصدقاء وتواضع في السلوك.

أيها الصديق الوفي..

ما قاله رفاقك في الحزب، وما شهد به زملاؤك في العمل في جريدة (النور) وفي مؤسسة الاتحاد، كفيل بإبقاء ذكرك حياً.

أيها الباسم في أشد الأوقات قتامة، الصامد في أقسى الظروف، المتماسك في المحن والشدائد، الواثق من النصر، (هزمتْك يا موتُ الفنونُ جميعها…) لن تقوى يد الموت على طي صفحة حياتك، تلك الصفحة التي يجددها كل يوم إنتاجُك الأدبي ومقالاتُك الصحفية ومواقفُك الشجاعة..

سيبقى أخمصك الخشبي رمزاً للتحدي والمواجهة، وزهرتك باسقة حتى ولو في الرمال، وأقحوانك حيّاً كياسمين دمشق، وعائشتك تقدم اعترافاتها متمردة على الظلم مطالبة بالعدالة والحرية.

ماذا أقول فيك إضافة إلى ما قاله الأدباء والنقاد والشعراء والأصدقاء، إلا أن أعاهدك أن أبقى وفياً لقيمك ومبادئك ورسالتك في الحياة، فإن قصّرت في ذلك،  فقد صحّ مني العزم والدهر أبى…

وصية باسم عبدو الأخيرة:

يا أصدقائي أحبوا بعضكم ولا تباغضوا، ففي الوطن الذي فتح صدره لنا متسع للجميع، من عنده كلمة حب وتقدير لصديق فليقلها له في حياته، فلا معنى ولا فائدة من الكلمات بعد الرحيل.. وداعاً يا أصدقائي، أحبكم محبتي للوطن الذي عشقت سماءه وضمّ جثماني ترابُهُ.

العدد 1107 - 22/5/2024