السويداء تحتضن مهرجان الشعر السنوي لجمعية الشعر

 مازال الشعر يحمل بين طياته نبض الحياة وتطلعات المستقبل، ونغمات الآهات الموسيقية، فهو الحامل للدلالة والصورة والتخييل، وهو باعث الأمل في النفوس والمجفف لدموع الألم من أزيز الرصاص، وصوت التفجيرات المنعكسة على النفس والروح ألماً وحزناً أرهق بالكوارث والمصاعب.

جاء مهرجان الشعر في السويداء في شهر نيسان الشهر الوافرة ظلاله بالمناسبات الوطنية، وشكل الجلاء مادة شعرية جميلة، فقد توافد شعراء الوطن الجميل إليها لتعيش يوماً شعرياً بامتياز، بأصوات لها في الساحة الثقافية جمالها الخاص وألقها المتوهج وحضورها الأدبي والثقافي المميز… خاصة أن ثقافة التنوير هي العنوان الأهم والأبرز للدورة التاسعة للمكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب..

حضر الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب، مع أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي: الأديب مالك صقور، والشاعر الأديب محمد حديفي، والشاعر الدكتور جابر سلمان، والشاعر الأديب بديع صقور، وعضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي يحيى الصحناوي، وعــــدد من المثقفين والمهتمين والمتابعين للمشهد الثقافي وفعاليات أدبية ونقدية شعبية ورسمية، حضروا فعاليات مهرجان الشعر السنوي الذي أقامته جمعية الشعر في فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء هذا العام، بمشاركة أحد عشر شاعراً وشاعرة من مختلف المحافظات السورية، الذي حظي باهتمام الإدارة المركزية للاتحاد..

قسم المهرجان إلى جلستين الأولى صباحية برئاسة مقرر جمعية الشعر د. ثائر زين الدين، شارك فيها الشعراء بديع صقور، ود. جابر سليمان، وصقر عليشي، وفاديا غيبور، ومحمد حديفي، ود. نزار بريك هنيدي، وفي الجلسة الثانية ترأسها أمين سر جمعية الشعر الشاعر عبد الكريم شعبان، شارك فيها الشعراء جهاد الأحمدية، صالح سلمان، ومحمد الحدو، وليندا ابراهيم، ومجيب السوسي..

تضمّن المهرجان أشعاراً من الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، إذ اختلفت لونيات كل شاعر وفق الرؤية الثقافية التي يكونها، واشتمل معظم المشاركين على وحدة الشعور المتفاعلة في الحدث الآني، والتقطوا بمجملهم صوراً تخيلية فيها الترابط بين السياق النصي والمتن البنيوي للقصيدة ذات الدلالات مع تعدد الأقنعة المختلفة في المضمر النسقي لكل صورة ومشهد ودراما وغناء، إذ حضرت الأزمة السورية بطريقة شعرية ونقلت هموم الشعب وجرحه الدامي بصوت خافت حاملاً اعتبارات وطنية فيها الألم الواضح بنبرات الشعراء، والعتب واللوم وتنهيدات وجدانية متضمنة أحلام المثقف المتوهج لمستقبل فيه الاستشراف للقادم الواعد وحياة واسعة الفضاء والأمل..

تألق معظم الشعراء في صورهم، وربط معظمهم بين التكنيك والتقانة بالشعر.. إضافة إلى المونولوج الشعري المميز، ومن الملاحظ أن المهرجان حمل للسويداء خاصية وذلك بتكريس وتعزيز التلاقح الثقافي في تبادل الصور والتعابير، بحيث تجلت الدلالات الغنائية والإيقاعات المنسجمة مع التواتر الزمني لقصائد اتسقت بنيتها في التموجات البحرية والسهلية، وعبق الكثير منها برائحة الياسمين وعطر نسائم الجبال..

(النور) حضرت المهرجان ونقلت ملاحظات د.نضال الصالح، ومنها ضعف إدارة الجلستين وعدم القدرة على ضبط إيقاع المهرجان بما ينسجم مع تطلعات الاتحاد بثقافة التنوير.

وأشار د. الصالح إلى أن مقرر جمعية الشعر وأمين السر تخلل إدارتهما الهرج والمرج، ما جعل القاعة تعيش أصواتاً مختلفة في أنغامها، الأمر الذي شكل عند المتلقي ضعفاً في التركيز وغياب الدهشة، وشكلت نوعاً من الفوضى غير المحببة لمثل هذا المهرجان ولمستواه الثقافي..

كما أشار إلى أن من لا يملك قصيدة جديدة كان الأجدر به الاعتذار، وأن فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء يقوم بمهام جسيمة ويعمل على تكريس العلاقة بين الحضور الثقافي والأدبي والاجتماعي من خلال أنشطته ومساهمته الفعلية، وتكوين الرأي العام، شاكراً السويداء وما تحمله من قيم نضالية ووطنية وأدبية وفكرية وثقافية، مجسداً ما استهل به الشاعر محمد حديفي مشاركته بقوله:

ويومضُ البرقُ في أحلى تظاهرةٍ

للسيفِ حيناً وللبلطات أحيانا

لولا الدماءُ التي في أرضكَ انسكبتْ

ما كنتَ سُمّيتَ يا ريانُ ريّانا

العدد 1105 - 01/5/2024