نرجوك أيها العام الجديد أن تبتسم!

كما كلّ عام تودّعنا آخر أيام كانون الثاني(ديسمبر) خجلة من نفسها على خذلاننا.. راح العام وآمالنا جددت ذاتها لتلقي بنفسها باكية على أحضان العام الجديد! تستنجد به علّه يتبناها!! ..فمجتمع بسيط كمجتمعنا يعيش على سيرومات الأمل ويحيا بها..

الآمال نفسها تُطلب ريثما نعدّ الثواني الأخيرة من نهاية اليوم الأخير للعام!

نرابط على وسائل الإعلام كلها لننتظر الأفواه التي تتكهّن بمستقبلنا، علّها تؤنسنا في سهرة وداع عامنا التي قمنا بالتحضير لها جيداً بحضرة خيباتنا، راجين منها أن تسافر بعيداً معه وتوصي بالخير في طريقها العام القادم نحونا!

نعم، نحن سُذّج إلى هذا الحدّ، نغلق آذاننا عن سماع الأخبار عمّا يحصل حولنا وننصت إلى تلك الاستشرافات التي تعرف عن مستقبلنا أخباراً نتمنى لو أنها تطمئننا عن وضع هذا العام.

منذ أربع سنين ونيّف يتناقص شعورنا بالأمان وتتلاشى مع مرور الأيام أشلاء وطننا..

ليصبح اليوم حقّنا في الاستقرار الذي كنّا نمتلكه نوعاً ما، أوّل ما نستقبل به العام من أمانينا..

لم نعد نحبّ زيّ السانتا (بابا نويل) الأحمر كما كنّا نفعل، فقد كنا نرى هذا اللون يرمز إلى كلّ أنواع الحبّ والفرح ويُنبت البهجة في نفوس الصّغار..

أما اليوم فباتت شوارعنا حمراء وسماؤنا حمراء ونفوسنا ومشاعرنا باتت كلها ملطخة بالدم!!

وحتى هدايا الأطفال في هذا العيد لم تعد تعرف شيئاً إلا الأسلحة البلاستكية وما في معناها!!

***

بقرابة الساعة الثانية عشر يتبسمر جميع أهل البيت استعداداً لاستقبال العام الجديد، إما بفرح أو ببلع غصّات العام الذي مضى، متفائلين بالقادم علّه يبرهن لنا صدق وعوده هذه المرّة!

ينشغل الجميع بعدئذ بتحضير وجبات الطعام وأجواء العيد المعتادة لكلّ بيئة وكلّ منزل.

ويتناسى الجميع قليلاً التفكير في همومهم.. ليعاود بعد ذلك كلّ منهم ترتيب أمانيه..

وسرعان ما يتلهف الناس لمتابعة البرامج الفلكية بشغف علّهم يواسون أنفسهم، متسائلين عن مدى مصداقية تلك التوقعات التي يبتاعونها على مشارف كلّ عام، فربما شيء جديد حصل فعلاً في العام الماضي أو سيحصل في العام المقبل!

ينصت الجميع ويسمع ما يتحنّك به كلّ من أولئك المنجّمون!

فيبتسم المتفرج إثر توقّع جيّد و يرتبك إثر آخر سيّئ..

وجميع الناس في كلّ مكان عندنا تقضي تلك السهرة راجية في قرارة نفسها شيئاً واحداً من العام الجديد هو أن يبتسم..

علّ في ابتسامته إشراقة مستقبل وطننا..!

العدد 1105 - 01/5/2024