سورية وروسيا تسحقان الإرهابيين

تسحق الطائرات السورية والروسية الإرهابيين في حلب وفي كل مكان من البلاد، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي انتهى بعد أن شنت الطائرات الحربية الأمريكية هجوماً مميتاً على مواقع للجيش العربي السوري في محافظة دير الزور المحاصرة. وأسقطت نيران داعش طائرة حربية سورية شمال دمشق ولكن جرى إنقاذ الطيار.. ودمرت قافلة مساعدات إنسانية في هجوم يتهم الإرهابيون الروس بتنفيذه، ولكن الكرملين يقول إن الإرهابيين هم من فعل ذلك..

استمر وقف إطلاق النار أسبوعاً فقط، وكان الجيش العربي السوري في الحقيقة هو القوة الوحيدة التي تقيدت بالهدنة التي توسط فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، بعد محادثات ماراتونية في جنيف.. وبعد مئات الانتهاكات لوقف إطلاق النار أعلنت الحكومة السورية أن الهدنة انتهت، وأمرت قواتها باستئناف الهجوم ضد الجزء الذي يسيطر عليه الإرهابيون في حلب وإخراج العصابات الإرهابية من القرى التي سيطروا عليها خلال التهدئة.

أطلقت طائرات حربية أمريكية في 17 أيلول ضربات جوية ضد قوات سورية يحاصرها داعش في مدينة دير الزور المهمة استراتيجياً، قتل 82 جندياً سورياً على الأقل وجرح أكثر من مئة في الهجوم، وبعد الهجوم اقتحم إرهابيو داعش الموقع السوري على تلة الثردة، وصاروا قادرين على إنهاك مطار دير الزور، خط الإمداد الوحيد للمدينة المحاصرة التي يعيش فيها أكثر من 150 ألف مدني تحت حماية الحكومة.

قال المندوب الروسي إلى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن توقيت الغارة الجوية (مشبوه جداً)، وأضاف أن (بعض جوانب الوضع قد توحي أنه كان استفزازياً).. أما الإمبريالية الأمريكية فقد قدمت اعتذاراً معسولاً قائلة فقط إن الهجوم لم يكن مقصوداً.

يعتقد بعض الروس أن الدافع الحقيقي كان تقديم غطاء جوي لتقدّم إرهابيي داعش، ويرى آخرون أن حزب الحرب في البنتاغون وضمن الدوائر الحاكمة في أمريكا أمر بذلك، من أجل التقويض المتعمد للاتفاقية الروسية – الأمريكية حول إنهاء القتال في سورية.

أعقب الحشية الأمريكية، بسرعة، التدميرُ الليليّ لقافلة مساعدات متجهة إلى الجزء الذي يسيطر عليه الإرهابيون في حلب يوم الاثنين في 19 أيلول، ونجم عن ذلك مقتل 21 شخصاً وتدمير 18 شاحنة من أصل 21. قال الأمريكيون وأصدقاؤهم الإرهابيون على الفور إن السوريين أو الروس فعلوا ذلك، ولكن وزير الخارجية الروسي أشار إلى أن القوة الجوية العربية السورية تستطيع تنفيذ عمليات فقط في ضوء النهار، وأن الطائرات الروسية لم تعمل في تلك المنطقة.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها درست فيلماً للهجوم وقالت إن أياً من ذخائر روسيا أو الجيش العربي السوري لم تصب قافلة المساعدات.. أعلنت الوزارة مراراً أن روسيا تشن ضرباتها الجوية بعد استطلاع جوي مسبق والتحقّق الدقيق من المعطيات التي يقدمها الجيش العربي السوري. لم يكشف تحليل شريط الهجوم علامات قنابل، ما يوحي بأن النار نجمت عن هجوم شنّته (جبهة النصرة). قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الأمل (ضعيف جداً) باستئناف وقف النار الروسي- الأمريكي الذي امتد أسبوعاً، ولكن بيسكوف قال إنه يوجد شرطان لاستئناف الهدنة: (الأمر بسيط جداً، يجب أن يتوقف الإرهابيون عن مهاجمة القوات المسلحة السورية.. وبالطبع لن؟ إذا لم يقصف زملاؤنا الأمريكيون؟ السوريين).

اللعب بالنار في سورية

أنهى الهجوم الأمريكي على مواقع عسكرية سورية، سواء كان خطأ أم لا، وقف إطلاق النار المتفق عليه بعد جهد مع الروس قبل أسبوع. تحركت الإمبريالية الأمريكية بسرعة لتوريط بريطانيا وحلفاء أطلسيين آخرين في هجومها الإجرامي.. انضمت الحكومات البريطانية والأسترالية والدنماركية على الفور إلى السيناريو الأمريكي، مع أن الروس والسوريين قالوا إن الغارة نفذتها الطائرات الحربية الأمريكية وحدها.

هل انضمت القوة الجوية الملكية حقاً إلى القوة الجوية الأمريكية في غارتها على مواقع للجيش العربي السوري حول دير الزور، أم أن حكومة تيريزا ماي تقدّم ببساطة عذراً آخر للأمريكيين في سورية؟ هذا لا يهم حقاً في نهاية المطاف، لأن كل ما تظهره الحكومة البريطانية هو أنها مستعدة لدعم العدوان الأمريكي في أي جزء من العالم، سواء كان في سورية أو أفغانستان أو العراق أو ليبيا.

عادت الطائرات الحربية الروسية والسورية إلى العمل لتسحق الإرهابيين الذين ينفذون أمر الإمبريالية الأمريكية والرجعية العربية في سورية، ويزداد يوماً بعد يوم خطر صدام كبير بين منظمة حلف شمال الأطلسي والطيران الروسي، تلعب حكومة السيدة ماي بالنار في سورية اليوم، لا تلوموا الكرملين إذا تأذّيتم.

عن جريدة (نيو ووكر) البريطانية

العدد 1105 - 01/5/2024