برلمان جديد ….وخطة عمل اعتدنا تصديقها!

 فترة جديدة تشهد فيها سورية آلام مخاض لولادة مجلس برلمانيّ جديد، ربما يحمل جينات أخيه السابق ذاتها، وربما لا يشبهه قط!

آمال الشعب تبدو وكأنها خابت بكلّ ما هو جديد يدّعي الإصلاح..

وجاء تأكيد المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان: أن تنظيم الانتخابات التشريعية لا علاقة له بجهود الحكومة السورية الواضحة والمكررة مرة بعد مرة من أجل حل سياسي في سورية، ليزيد مخاوف الشعب حول ما إذا كان هذا المجلس الجديد سيجدي نفعاً أم لا؟!

كشف تقرير الإخبارية السورية الذي قامت فيه الإعلامية نور الإبراهيم باستطلاع آراء المواطنين حول انتخابات مجلس الشعب، والذي ظهر في الجزء الأول منه عدم معرفة الأفراد الذين سئلوا لأيّ من الأعضاء المرشحين، وهذا الدليل الأكبر على أن شرائح كبيرة من الشعب لم ولن تتقدم إلى الانتخاب، لفقدانها الثقة بالكادر البرلماني.

أما أحد المواطنين فأوضح أن أعضاء المجلس السابق لم يظهروا على الساحة قط، ولم يعملوا جيداً لمصلحة المواطن، لا من حيث الأسعار ولا من حيث المشاكل التي خلقتها الأزمة.

وهذا يعني أن أعضاء المجلس لم يشاركونا همومنا ومأساتنا، فالعضو يقدّم نفسه بهيئة ملاك عند الترشيح، ويقوم بوضع خطة عمل لا مثيل لها وكأنها ستنشل الوطن والمواطن من بؤر الدم والفساد التي غاص فيها، حتى كدنا نصدّق أنه فعلاً سيقوم بهذا كلّه!

وبعدما تنتخب كل شريحة من الشعب المرشح الذي رأته حسب خطة عمله طبعاً الأمثل لهذا البرلمان، تعود المياه إلى مجاريها ويخلع العضو وجهه الجميل، ثمّ يُهيئ مكاناً واسعاً للأرباح التي سيحصل عليها تباعاً.

والدليل على هذا أن مضى على البرلمان السابق أعوامٌ لم نشهد في ظلّها تغييراً تستطيع الناس من خلاله الاتكاء عليه، ورمي بعض الهموم التي أثقلت ظهرها.

وهذا أحد الاستطلاعات التي قمت بها بنفسي، فسألت المواطنين عن مدى فاعلية المجلس:

فأجابت ل. ق: المجلس القديم لم يحرّك ساكناً ولم يستطع إيصال مطالب الشعب إلى الحكومة، ولم يعد هناك ثقة بالأعضاء الجدد فقد خذلنا أسلافهم، بل سيكون الجدد أسوأ من أقرانهم، لأنّ وضع البلد كما نرى بانحدار دائم حتى الساعة! وأضافت أنها لن تنتخب ما لم تقتنع بمصداقية الخطة التي يقدمها لنا العضو المرشح.

لكن هذا لا ينفي عن المواطن حقّ الانتخاب، أو التقدم للترشح ، ويستطيع ممارسته دون قيد أو شرط، إلا إذا واجهته عواقب قانونية تمنعه من ذلك.

يؤسفنا أن نستنتج خذلان الشعب من كل تغيير حكومي جديد، فقد مرّت خمسة أعوام لم يفلح فيها أي فعلٍ بخلع صفة الحزن عن سورية، أو رفع بضعة أثقال عن الشعب فاقت طاقاتهم..

بجرعة من الأمل نتمنى أن يكون المجلس القادم أفضل، وأن يحمل في طيّاته نجاحاً ينتظر التحقيق..

العدد 1105 - 01/5/2024