شذراتٌ من أحلام

 تتزاحم في رأسي أسئلةٌ كثيرة، فأراني أتحدث إلى نفسي….

من أنا؟

أنا ذاك المواطن، وتلك المواطنة!

وماذا تعني هذه الكلمة؟

تعني أني إنسانٌ، لي من الحقوق بقدر ما عليَّ من الواجبات!

ما معنى كل هذا الكلام؟

يعني أنه من حقي كأي مواطن/ة في العالم أن يكون لي صوت، يُسمع، وطلباتٍ تُحقق من قبل من يسمون ممثليَّ، سواء في حكومتي أو في مجلس الشعب الذي يُفترض أنه يمثلني، وأنه خلق لأجلي….

أنا ذاك الطفل الذي من حقه أن يحظى بالسلام في شتى مراحل حياته ابتداءً من الاعتراف به كائناً كاملاً، ومنحه جنسية والدته في حال لم يتمكن من الحصول على جنسية أبيه، من حقه أن يتعلم مهما كانت الظروف، لا أن يُرمى في الشارع الذي ينتهك حرمته ويقضم طفولته كجرذٍ فظيع…

أنا تلك المرأة، نصف المجتمع وأساس نصفه الآخر، والتي يقع على عاتقي مسؤوليات جمّة، أنا الأم والعاملة والمربية، الأديبة والعالمة والباحثة، ومن حقي الاعتراف بي كياناً مستقلاً، لا أن يجري التعامل معي كمجرد تابع يحتاج إلى ولاية ووصاية.. مجرد صورة أو لون يلون أطياف المجتمع….

أنا الطالب/ة، من حقي الحصول على أي فرصةٍ للتعليم تمنحني القدرة على فعل أي شيءٍ للمساهمة في بناء مجتمعي…

أنا الخريج/ة الجامعي/ة الباحث/ة عن فرصة عمل بعد أن أمضيت سنواتٍ من عمري أدرس وأتفوق كي أطرح ما أمتلك من مقدراتٍ وعلمٍ، فأقدم لبلادي جزءاً من حقها علي بعد أن أعطتني الكثير، ولا أريد لأي بلدٍ آخر أن يستفيد مني ويستنفدني، فيتطور بي، ثم يستخدمني سلاحاً بوجه تقدمك يا وطني…

أنا ذاك الشاب، وتلك الفتاة، الطامحان لحياةٍ أفضل، ومستقبلٍ آمن، والباحثان عن أية فرصة تساندنا وتدعمنا في أن نكون من المساهمين في تطور بلادنا وجعلها في مصاف العالم المتقدم، من خلال علمنا وحقنا الكامل فيه، ثم من خلال عملنا الذي ننشد ونسعى لنحقق به أحلامنا وتُقدَّر به طاقاتنا وإمكانياتنا، فنكبر معك وبك يا وطني، لنكمل الدرب بتكوين أسرنا التي نحلم بها وننجب أطفالاً يفخرون بنا وبك….

أنا النقابي/ة الذي من حقي أن تكون نقابتي أول من يهتم لأمري ويدافع عن حقوقي، لا أن تكون أول من يقف في طريقي ويطالبني بالواجبات فقط، دون النظر إلى حقوقي كعاملٍ/ةٍ أجاهد لأن أسير مع الآخرين في مسيرة النهوض بحياتنا النقابية والمهنية…

نعم، أنا المواطن/ة، ما زلت أتمسك بالأمل، وبحقي في أن يكون لي ممثلون عني، همّهم شؤوني كاملةً، لا أن يكونوا أول من يقف ضدي، إن لم يقفوا متفرجين مكتوفي الأيدي حيال قضاياي…

أنا المواطن/ة أريد أن أمارس أحد حقوقي بأن أنتخب ممثليَّ، وأن أُنتخب…، أن أرشِّح من أراه مناسباً وأن أُرشَّح ممثلا لغيري بكل شفافيةٍ وصدقٍ…

فهلا عرفتم من أنا؟ وهلا أعطيتموني حقّي؟ وهلا ساءلتموني إن أنا خنتُ الأمانة يوماً؟

العدد 1105 - 01/5/2024