كي لا ننسى: الدكتور نسيب الجندي (1907-1972)

هو أول طبيب شيوعي في سورية، ينتمي إلى أسرة عريقة في الثقافة قدمت أحد شهداء الحركة الوطنية العربية أيام الحرب العالمية الأولى الدكتور عزة الجندي، وهو من أحفاد الشاعر المتصوف الشيخ أمين الجندي.

ولد نسيب الجندي في حمص عام ،1907 وكان والده قاضياً شرعياً. تخرج الجندي في معهد الطب العربي في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين طبيباً للأسنان، ولا نعلم متى انضم إلى الحزب الشيوعي السوري، ولكن المعروف أن عيادته التي افتتحها في حي الشعلان بدمشق عام 1936-1937 كانت بمثابة مكتب للحزب الشيوعي.. وعندما انتقل إلى حمص في أوائل الأربعينيات تحولت عيادته أيضاً إلى مركز للحزب الشيوعي، وكان له نشاط شيوعي بارز في حمص، وأصبح عضواً في اللجنة  المنطقية للمدينة، وانتخب عضواً عن حمص في مؤتمر الحزب الشيوعي السوري اللبناني المنعقد في بيروت (31 كانون الأول 1943-3 كانون الثاني 1944)، ولكن الجندي لم يترك لنا أثراً مكتوباً، إذ إن مقدرته على الكتابة والخطابة كانت محدودة، ولهذا اقتصر نشاطه على العمل السياسي اليومي وحضور الحلقات الحزبية وقيادتها وكسب مؤيدين للحزب الشيوعي.

سُجن الدكتور نسيب الجندي مرتين، الأولى في أوائل صيف 1941 عندما قامت حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا الهتلرية باعتقال الشيوعيين وأنصارهم، والثانية عام 1949 عندما قام الزعيم حسني الزعيم بانقلاب عسكري في آذار أطاح بالحكم الليبرالي وأزاح رئيس الجمهورية شكري القوتلي. وفي الوقت نفسه شن الزعيم حملة اعتقالات واسعة ضد القوى المعارضة للانقلابات العسكرية، وقد شملت حملة الاعتقالات أعداداً كبيرة من الشيوعيين ومنهم الدكتور نسيب الجندي.

عاش طبيباً عادياً معتكفاً عن العمل السياسي حتى وفاته في أوائل السبعينيات في القرن العشرين.

العدد 1107 - 22/5/2024