وزير خارجية المَجَر: الاتحاد الأوربي ودول شمال الأطلسي مُنافقون بخصوص العقوبات على روسيا
في حديث تلفزيوني صَرّحَ وزير الخارجية المجري سيارتو: نحن نتعاون مع الدول، وعلى أساس مصالحنا الوطنية في المجالات التي لا تحظرها العقوبات، ونرغب في تحسين هذا التعاون.
هناك ثلاثة أسباب تجعلني أقول إن عموم الاتحاد الأوربي ومجتمع شمال الأطلسي بأكمله منافقون للغاية فيما يتعلّق بالعقوبات على روسيا. وهذا النفاق كبير، خاصة بجانب العقوبات، وبصفة خاصة العلاقات مع روسيا.
اسمحوا لي أن أعطيكم ثلاثة أمثلة تؤكد ما أقول:
أولاً – في عام 2014، وقّعْنا عقداً مع شركة روساتوم (شركة الطاقة النووية الروسية)، لبناء محطة للطاقة النووية لنا. إن تحضير الأرض، وكل شيء يتم على يد الروس. لكن إذا أخذتُكَ إلى موقع البناء غداً، سترى عملاً ضخماً يجري وأن هناك مُقاولين أمريكيين وألمان وفرنسيين يعملون في الموقع، ويتقاضون رواتبهم من الروس مقابل عملهم.
ثانياً- كنا نتعرض لضغوط مستمرة لعدم العمل مع الروس في مجال الطاقة النووية، وعدم شراء الوقود النووي من الروس. ولكن، مَنْ كانَ المُزوّد الأول لليورانيوم للولايات المتحدة العام الماضي؟
الجواب: روسيا. ففي العام الماضي، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار على اليورانيوم الروسي.
ثالثاً- الأوربيون الغربيون فخورون بأنفسهم لدرجة أنهم تخلصوا من النفط الروسي.
قبل بدء الحرب في أوكرانيا، كانت حصة الهند من النفط الروسي أقل من 1%. الآن النسبة قريبة جداً من 40%، وقبل الحرب، لم تكن أوربا تشتري النفط الهندي، لكن أوربا الآن تُعدّ المُشتري الأول للنفط الهندي. وبما أننا لا نشتريه، أعتقد أن آخرين في أوربا يشترونه، ولا بد أن هؤلاء المُشترين هم الذين يقولون إنّهم لا يشترون النفط من روسيا.
لذلك، عندما يتعلق الأمر بالتعاون مع روسيا، أفهم أنه من السهل جداً القول إن سيارتو هو صديق لافروف، وأن أوربان يجتمع مع بوتين.
(أنتم المجريون خونة، وأنتم تقومون بدعاية للكرملين). من السهل جداً قول ذلك. لكن عندما تنظر خلف الكواليس، ترى أن أولئك الذين يتهموننا هم أنفسهم يقومون بصفقات وأعمال تجارية أكبر مع الروس وأكثر مما نقوم به نحن.
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب
١٤ أيار (مايو) ٢٠٢٤