البيـان الختامي للقاء اليسـاري العـربي الرابـع

مواجهة المؤامرة الإمبريالية الصهيونية الهادفة إلى ضرب وحدة سورية تتم بالسعي إلى إيجاد حل داخلي

يوقف النزف ويعمل على تجميع كل القوى الديمقراطية التي رفعت  شعارات النضال ضد التدخل الأجنبي

صدر عن اللقاء اليساري العربي الرابع في بيروت ـ لبنان، المنعقد  تحت عنوان (مهام اليسار في تجذير الثورات العربية ومواجهة المشاريع الإمبريالية، ودور القوى السياسية الدينية فيها) البيان الختامي التالي:

1 – أكّد المجتمعون أن مواجهة المؤامرة الإمبريالية- الصهيونية، المستندة إلى دعم الرجعية العربية وبعض القوى الإقليمية، والهادفة إلى ضرب وحدة سورية، وإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحها، عبر استخدام سلاحَيْ الحرب الأهلية المذهبية والتدخّل الخارجي، لا يمكن أن تتم عبر اللجوء إلى الحلول العسكرية والأمنية، ولا كذلك بتدويل الحل، بل بالسعي إلى إيجاد حل داخلي يوقف النزف، ويعمل على تجميع كل القوى الديمقراطية التي رفعت، منذ بداية الأزمة، شعارات النضال ضد التدخل الأجنبي ومنع التفتيت المذهبي، ووقف السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، عبر وضع أسس التغيير الديمقراطي على كل المستويات.

 2 –  أعاد المجتمعون تأكيد موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية، التي يعدّونها القضية المحورية والمركزية في نضالهم، ورأوا في المشروع الرجعي العربي حول (مبادلة الأراضي) مرحلة جديدة من المؤامرة الهادفة، منذ اتفاقية أوسلو، إلى تكريس الكيان الصهيوني (دولة لليهود في العالم). وإذ رحبوا بقبول دولة فلسطين عضواً مراقباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعادوا تأكيد موقفهم الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وفي العودة وإقامة دولته الوطنية الكاملة السيادة وعاصمتها القدس، وإطلاق حركة مقاومة فلسطينية وعربية شاملة، وبمختلف الأشكال، من أجل تحريرها من الاحتلال. ووجّهوا تحية خاصة إلى الحركة الأسيرة الفلسطينية والعربية في سجون الاحتلال، والى أبطال (الأمعاء الخاوية)، معاهدين على متابعة التحرك من أجل تحريرهم.

3 – أعلن المجتمعون تضامنهم الكامل مع القوى اليسارية والشعبية في لبنان، التي تواجه اليوم مخاطر كثيرة من جرّاء ارتدادات الأزمة السورية وعودة الانقسامات المذهبية التي تهدد مجدداً بفتنة كبيرة يُعِدّ العدو الإسرائيلي العدّة للاستفادة منها. ورأوا في دعوة تلك القوى إلى تحصين السلم الأهلي والخروج من سياسة (النأي بالنفس)، التي انتهجتها الحكومة دون أن تعمد إلى إعطاء الغطاء السياسي الضروري للجيش، أو أن  تمنع تدخل بعض القوى اللبنانية في الحرب الدائرة في سورية، مدخلاً إلى منع انزلاق اللبنانيين في أتون الحرب الأهلية.

4 – أعلن المجتمعون عن تضامنهم مع القوى اليسارية والديمقراطية في العراق، الساعية إلى  إنهاء نظام المحاصصة الطائفية والإثنية. وأدانوا الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تغذي محاولات تقسيم البلاد، ودعوا إلى استكمال السيادة الوطنية عبر إقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

5 – حيّا المجتمعون شهداء جميع الثورات والانتفاضات العربية، وفي مقدّمتهم الشهيد شكري بلعيد، وثمنوا المساعي الرامية إلى توحيد القوى التقدمية التونسية، السياسية والمدنية، في جبهة ديمقراطية واسعة، تصدّياً لمخاطر العنف والإرهاب، وتحقيقاً للأهداف التي قامت من أجلها ثورة الكرامة والحرية في تونس.

6- أكد المجتمعون تضامنهم مع ثورة شعب مصر، ودعمهم الكامل للجماهير المصرية المواجهة لسياسات (الأخونة)، ودعوا كل القوى العربية التحررية إلى تنظيم تحركات تضامنية يوم 30  حزيران/ يونيو الذي دعت إليه الأحزاب والقوى السياسية الديمقراطية والحركات الاحتجاجية وحركة (تمرد) في مصر تحت شعار (إسقاط حكم الإخوان) واستعادة الثورة.

7 – حيّا المجتمعون كذلك الحركات الشعبية في الخليج العربي، وبالتحديد في البحرين والكويت واليمن والسعودية، وأكّدوا تضامنهم الثابت معها في وجه الممارسات القمعية السلطوية، والاعتقالات التعسّفية، والتدخل الخارجي بجميع أشكاله، وعلى دعمهم للبرامج التي تطرحها هذه الحركات من أجل الخلاص من التخلّف والتبعية.

كما أكد المجتمعون دعمهم لنضال القوى الديمقراطية والسياسية في الحراك الشعبي الأردني من أجل إحداث تغيير سياسي، واستكمال الإصلاحات السياسية الشاملة، والحيلولة دون زج الأردن في محاور إقليمية معادية للشعوب العربية.

 8 – شدد المجتمعون على تضامنهم الثابت مع نضال شعب السودان وقواه الديمقراطية من أجل الخلاص من أوضاع الانقسام والشرذمة والقمع التي تمارسها السلطات السودانية. كما تضامنوا مع نضال القوى اليسارية في الجزائر من أجل التقدم الاجتماعي والتغيير، ومع نضال اليسار المغربي من أجل تحقيق المشروع الحداثي الديمقراطي.

9 – أخيراً رأى المجتمعون أن النضال الذي يخوضه اليسار العربي والقوى الديمقراطية ضد الإمبريالية وضد البرجوازية، ومنها قوى الإسلام السياسي، إنما هو نضال يؤكّد أن من يصنع التغيير هو القوى الشعبية ذات المصلحة الحقيقية بالانتقال ببلداننا من أنظمة الاستبداد والقمع والفساد والتبعية والعمالة، إلى رحاب أنظمة ديمقراطية مدنية مقاومة تتحقق فيها العدالة والمساواة والاستقلال الوطني.

من هنا كان الاتفاق على وضع برنامج استراتيجي للقاء اليساري العربي، يجمع بين مهام النضال من أجل الديمقراطية والمساواة وبين مهام التحرر الوطني من السيطرة الإمبريالية، والنضال من أجل تصفية القواعد العسكرية الأجنبية وإلغاء الاتفاقيات المتعارضة مع السيادة الوطنية.

 وعلى هذا الأساس قرر المجتمعون تطوير اللقاء اليساري العربي وتشكيل لجنة متابعة له، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق بينهم وبين القوى التحرّرية والتقدمية العربية والعالمية الأخرى، وكذلك تطوير دور الأطر النقابية والشبابية والنسائية كمدخل لتجميع جميع المتضررين من الأنظمة التبعية ومن كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الرجعية العربية الحاكمة، مهما كان الرداء الذي ترتديه.

بيروت في 8 حزيران/ يونيو 2013

العدد 1107 - 22/5/2024