الأول من تموز… الذكرى الـ 21 لرحيل الزعيم الرفيق كيم إيل سونغ

يعرف العالم رجلاً يتألق اسمه خالداً مع القرن العشرين الذي حدث فيه تحول لا نظير له في صوغ مصير الشعوب، إنه كيم إيل سونغ (1912-1994) الرئيس العظيم لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

كيم إيل سونغ هو المفكر والمنظّر العبقري

انطلق الرئيس سونغ إلى طريق النضال من أجل تحرير كوريا من براثن الاحتلال العسكري الياباني (1905-1945) وهو لا يزال في حدود العاشرة من سنه، في النصف الأول من القرن العشرين أبدع فكرة زوتشيه في أول فترة من نشاطاته الثورية، على أساس اطلاعه العلمي على العصر الجديد.

يؤمن اليوم كثير وكثير من الناس بهذه الفكرة على صعيد العالم، وهي فكرة تتمثل في أن صاحب الثورة والبناء هي جماهير الشعب ولديها قوة دافعة للثورة والبناء.

 وبعبارة أخرى إن صاحب مصيره هو نفسه ولديه قوة لصوغ مصيره أيضاً، وردت في هذه الفكرة في المسائل النظرية والعملية الناشئة في معارضة شتى صنوف السيطرة والاستعباد وتحقيق استقلالية الإنسان وجماهير الشعب، والمهام والطرق الآيلة لحلها، وتمت منهجة الأفكار والنظريات والطرق الكفيلة بدفع قضية استقلالية البشرية إلى الأمام وإكمالها في نظام متكامل.

كيم إيل سونغ.. قائد من طراز نادر

يمكن القول إن حياته كانت أياماً تغلّب فيها على شتى ضروب المحن والمصاعب وحقق المآثر والمعجزات التي لا نظير لها باستنهاض الشعب وهو يكون دائماً بينه.

بفضله، هو الذي قال إنه كما لا يستطيع السمك أن يعيش خارج الماء، خاض الجيش الثوري الشعبي الكوري (سلف الجيش الشعبي الكوري) حرباً ضد اليابان دون عمق استراتيجي للدولة ومساعدة من الجيش النظامي، وحقق تحرير كوريا (15 آب 1945)، كما لا يمكن التفكير بعيداً عن قيادته الخارقة، في أنه أحبط غزو القوى الإمبريالية المتحالفة (الحرب الكورية ما بين عامي 1950 و1953)، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى لتدمير الجمهورية الحديثة التأسيس في مهدها، وصان سيادة البلاد وكرامتها.

لقد قال الرئيس كيم إيل سونغ، في جلسة لقائه مع سياسي أحد البلدان ذات وقت، مايلي:

(يسألني بعض الصحفيين في البلدان الأخرى عن أنني متى أوجه شؤون الدولة، إذا كنت دائماً في المصانع والأرياف. فأقول لهم إن توجيه العمل في المصانع والأرياف هو توجيه شؤون الدولة بالذات).

في الواقع إنه أنهى إعادة الإعمار والبناء في فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات بعد الحرب، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تشدقت بأن كوريا لن تنهض على قدميها حتى بعد مئة سنة، وأنجز الثورة الاشتراكية، وهو يكون دائماً بين الشعب ويشاطره السراء والضراء. وبعد ذلك، أنجز مهمة التصنيع في مدة قصيرة لا تتعدى 14 سنة، الأمر الذي أدى إلى تحويل البلاد إلى دولة اشتراكية صناعية قوية. بفضل قيادته، أقيم في كوريا النظام الاشتراكي الفريد، المتمحور على جماهير الشعب، حيث يصبح الشعب صاحب كل الأشياء وتكون كل الأشياء  مسخّرة لخدمة الشعب، ويتقدم بفعل القوى المتحدة لجماهير الشعب.

كما أنه ساهم مساهمة خالدة في إنجاز قضية استقلالية الشعوب. كان منطقه أنه لا يجوز أن يكون في العالم بلد رفيع وبلد وضيع، وبلد يسيطر وبلد خاضع للسيطرة، رغم وجود بلد كبير وبلد صغير، وبلد متطور وبلد متخلف. فبعد أن تقدم بشعار (لتتحد شعوب العالم التي تدافع عن الاستقلالية!)، ساعد البلدان الكثيرة في استقلالها القومي وتطورها المستقل بكل إخلاص، وعمل بكل همة ونشاط من أجل تعزيز وتطوير الحركات التقدمية التي تصبو إلى الاستقلالية ومناهضة الإمبريالية، بما فيها الحركة الاشتراكية وحركة عدم الانحياز. إن عدد الأجانب الذي التقاهم في الفترات منذ تحرر البلاد وحتى آخر حياته، بلغ أكثر من 70 ألف نسمة في 136بلداً.

كيم إيل سونغ هو نبراس محبة الإنسان الذي يتحلى بالفضائل السامية

اعتبر محبة الإنسان راية للثورة ومحض أبناء الشعب محبته الدافئة والصادقة على مدى حياته. ليس من باب المصادفة أن سماه الشعب بالزعيم (الأب) في أثناء حياته بدلاً من أسماء منصبه الرسمي.

كل الذين التقوه يفتتنون بمحبته الإنسانية وفضائله السامية ومن بينهم رؤساء الدول الذين كانوا يحترمونه ويتبعونه كأخ كبير لهم، والأجانب الذين بجّلوه قائلين إنه أب لهم.

فمشاهير الشخصيات أيضاً مثل ستالين وماوسي تونغ اللذين ذاع صيتهما وتمتعا بالوقار الرفيع في العالم وتيتو المعروف بشدة روح الاعتداد بالنفس، كانوا يثقون به ويحترمونه من أعماق قلوبهم.

 

العدد 1107 - 22/5/2024