طلاب التعليم المفتوح والمعاملة السيئة

قد تشوب كل مشروع أو كل خطة بعض الأخطاء، خاصة إذا كانت خطوة مستجدة وعلى مستوى الدولة. ولكن مع مرور الزمن وتوضح هذه الأخطاء يجب تصحيحها وإزالتها، للوصول إلى الكمال، إلا أننا نعود لنقول ولكن.

التعليم المفتوح، الحلم الذي حقق لكثير من الناس الذين فاتهم قطار التعليم العالي لأسباب عدة، حلماً استفاد منه كثيرون في تطوير ذاتهم وحصيلتهم العلمية وأيضاً المكانة الاجتماعية والوظيفية.

التعليم المفتوح الذي مر عليه سنوات مازال يحتفظ بكثير من الأخطاء الصغيرة التي تؤثر على طلابه تأثيراً كبيراً. وخاصة على حسب قول العديدين إنه تعليم عال، لكن مستواه أدنى من غيره، إضافة إلى أن التعليم المفتوح يعاني مشكلة النظرة المجتمعية السلبية لخريجيه، والتي ترجع إلى حصول الطالب على مجموع منخفض لا يؤهله لدخول الجامعات الحكومية. حتى  الكادر التدريسي لديه  هذه النظرة التي أدت للعديد من المشكلات التي يعانيها الطلاب.

تقول بسمة: أنا طالبة تسويق إلكتروني بجامعة البعث، ومدة الامتحان ساعتان، لكن لم يعطونا الأوراق إلا بعد مضي ربع ساعة من الوقت. أما ورقة الأسئلة فقد تأخرت أكثر بحجة أن يسكت الجميع وأن يغيروا أماكن الجلوس كما يشاؤون ليبقى لنا نحو ساعة و40 دقيقة تقريباً، ماعدا أن المراقبين يبدؤون بطلب تسليم الأوراق قبل 10 دقائق من نهاية الامتحان، باستعمال جمل مثل (يلا خلصونا ….مافي شي تكتبوه….يلا)، لنخسر بالنتيجة قرابة نصف ساعة من وقت ثمين لا يمكن لأحد أن يعوضنا عنه. وتضيف بسمة قائلة: وهذا الأمر يتكرر دائماً. أما ملاذ طالب التعليم المفتوح في جامعة دمشق فيقول: في امتحانات الفصل السابق وفي منتصف الامتحان قال المراقب بكل وقاحة: (لا تخلوني عصّب، أحب على قلبي تعيدو المادة. أنتو تعليم مفتوح وكل مرة بتعيدو المادة بتدفعوا ونحن منستفيد). أما الخطوة التالية التي قام بها المراقب فهي تبديل أماكن الطلاب أنت لليمين وأنت لليسار. ويكمل ملاذ متسائلاً: هل نستطيع التركيز على الامتحان بعد تلك الجمل، وبعد تشتيتهم لأفكارنا؟ إضافة إلى التوتر الذي حصل، فأول شيء يخطر ببالنا أننا راسبون حتماً.

وتقول فتحية طالبة التعليم المفتوح في جامعة دمشق: ليس كل المراقبين سيئون، ففي قاعتنا كان رئيس القاعة رجلاً محترماً منع الحديث بين المراقبين، وأشار إلى المراقبة التي ترتدي حذاء كعبه عالٍ بضرورة السير بهدوء حرصاً على عدم إزعاج الطلاب. لكن طلبه أزعجها، فما كان منها إلا السير بخطوات ثقيلة على الأرض، مما جعل الطلاب يتضايقون كثيراً. فطلب منها المراقب بكل هدوء الانصراف من القاعة. وتؤكد فتحية أن إساءة البعض لا تعني أن الجميع سيئون ولكن ينبغي محاسبة من يسيء التصرف كي لا تتكرر أفعالهم التي تنعكس سلباً على الطلاب. هذه المشكلة واحدة من مشاكل عدة يعانيها طلاب التعليم المفتوح،  فتوزيع قاعات الامتحان مثلاً ليس فيه أي تنظيم.  ومن الصعب أن يجدوا لهم مكاناً لتقديم الامتحان. تقول ديمة: ننتظر أحياناً كثيرة أن ينهي التعليم العادي محاضرته حتى ندخل وتقدم الامتحان. ويؤكد أغيد ذلك بقوله: يتأخر موعد الامتحان كثيراً نتيجة انتظار دورنا للجلوس في القاعة أو المدرج لنقدم الامتحان. وعند السؤال عن سبب المشاكل التي يعانيها التعليم المفتوح كان الجواب هو قلة عدد الموظفين قياساً إلى عدد الطلاب فعدد الطلاب في تزايد مستمر، وقد وصل تقريباً إلى 000,90 طالب في جامعة دمشق فقط، بينما عدد الموظفين إن لم نقل في تناقص فهو غير مستقر. وهذا الأمر يؤدي إلى مشكلات متعددة أهمها التأخير في إنجاز معاملات الطلاب من جهة، وإلى عدم الدقة في العمل بسبب الضغط المتزايد والمستمر من جهة أخرى.

وأخيراً إذا كنا نعاني نقصاً في الكوادر والموظفين فإن نصف الشباب، وخاصة الخريجين الجامعيين، بلا عمل، فعلى من تقع المسؤولية إذاً؟

العدد 1105 - 01/5/2024