عبد الكريم يرحل عنا

 صباح الثاني عشر من كانون الثاني 2016م، توقف قلب الرفيق عبد الكريم عن الخفقان. ولد الراحل سنة 1932م في درعا، في أسرة فقيرة، توفي الأب مخلفاً أربعة أطفال صغار، عبد الكريم كان أكبرهم. تمكنت الأم، بجهود جبارة، أن تنفق على تعليم ابنها عبد الكريم، حتى حصل على ثانوية العامة وأصبح على أثر ذلك معلماً في المدارس الحكومية، فصار ينفق على أهله. وفي الخمسينيات، من القرن الماضي، انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري، وتشكلت لجنة منطقية في حوران بقيادة الراحل. انعقد في موسكو سنة 1957م، مهرجان للشباب العالمي فحضره من درعا رفيقان، هما عبد الكريم وموسى أبا زيد. وبعد عودتهما من موسكو، عقدا اجتماعات في العديد من قرى حوران، وشرحا للبسطاء من الحضور عما رأياه في الاتحاد السوفيتي، وفنّدا كثيراً من الدعايات المعادية.

عمل أبو عزيز على توسيع المنظمة في محافظة درعا، وساهم في إقامة احتفالات بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، وغيرها من النشاطات الوطنية والأممية. على أثر الحملة المعادية للشيوعية والتقدم، اعتقل الرفيق عبد الكريم عام ،1959 وأمضى في السجن ثلاث سنوات ونصف. سافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفيتي وأنهى دراسة الاقتصاد في جامعاته. كتب في العديد من الصحف السورية واللبنانية والأردنية، وبخاصة في جريدتي:(نضال الشعب) و(النور) زاوية دبابيس، وألّف منها كتاباً اسمه( شرّ البلية)! كان دمث الأخلاق، وله صلات واسعة مع كبار مثقفي سورية.

وأخيراً، أيها الرفيق عبد الكريم أبا زيد، يعزّ علي، ويحزّ في نفسي، أن نفترق بعد ستين عاماً على لقائنا الأول، في علاقة مميزة استمرت حتى قبل أيام من توديعك لنا، وستبقى ذكراك خالدة، في قلوب محبيك وعارفيك.

 

العدد 1107 - 22/5/2024