إرشادات لعلاج حمّى البرد وسيلان أنف الشتاء

 فصل البرد، بلياليه الطويلة ونهاراته القصيرة، قد لا يمر مرور الكرام من دون أن يعكر صفو صحتنا ببعض الأمراض الناطقة التي يكون أحد عناوينها الحمى، وسيلان الأنف اللذين يعدان من الشكاوى المزعجة الأكثر شيوعاً في هذا الفصل.

عندما تقفز حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية فمعنى ذلك أن هناك حمّى، وهذه الحمّى لا تدل بالضرورة على خطورة المرض الكامن وراءها، فبعض الأمراض الخفيفة قد يسبب ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة الجسم، في حين أن أمراضاً خطيرة قد لا تتسبب سوى في ارتفاع طفيف فيها.

ويثير ارتفاع الحرارة، خصوصاً لدى أهالي الأطفال، خوفاً لا مبرر له في الكثير من الأحيان، إلى درجة أنهم يستخدمون شتى الوسائل من أجل خفضها إلى حدودها الطبيعية، بغض النظر عن مسبباتها الكثيرة، مع الأخذ بالحسبان أن هناك حمّى مجهولة لا يمكن التوصل إلى معرفة سببها إطلاقاً، خصوصاً عند الرضع والأطفال مقارنة مع الكبار.

إن ارتفاع الحرارة بحد ذاته هو إنذار بوجود سبب ما استدعى خلايا الجسم المناعية للرد عليه من أجل تطويقه، ما يعني أن الحمّى هنا لها دور أساسي في مساعدة الجسم على محاربة السبب الذي قد يكون إعياء أو التهاباً أو مرضاً، ما دفع خلايا الجسم إلى بذل جهود مضاعفة لمحاربته.

إن الراحة المطلقة، وشرب السوائل، ووضع كمادات باردة على الجبين أو الاستحمام بمياه فاترة، أو تناول خافضات الحرارة، هي تدابير أولية مفيدة للتغلب على الحمّى واستعادة الجسم طاقته. ولا بد هنا من تحذير الأمهات من استعمال الأسبيرين خافضاً للحرارة عند الأطفال بسبب خطورته البالغة، وكذلك بعدم وضع الماء البارد أو الثلج على الجلد لأن تبريد الجلد بهذه الطريقة يمنع تبخر الحرارة نتيجة تشنج الأوعية الدموية.

أما إذا فشلت هذه التدابير في وضع حد للحمّى فعندئذ لا مناص من استشارة الطبيب لكشف سبب الحمّى من خلال إجراء بعض التحاليل المخبرية الدموية والبولية وأخذ صورة شعاعية للصدر وربما فحوص أخرى نوعية.

لكن متى يجب القلق من الحمّى؟

يجب القلق من الحمّى عند الرضع في الحالات الآتية:

– إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر.

– إذا كان يرفض الشرب والأكل.

– عند المعاناة من التهيج والبكاء غير المبرر.

– عندما يميل الطفل إلى النوم.

أما عند الأطفال الأكبر سناً فلا يجب القلق من الحمّى إذا كان الطفل يستجيب لمن حوله ويضحك ويأكل ويشرب ويلعب بشكل طبيعي. لكن يجب التواصل مع الطبيب إذا ترافقت الحمّى مع عارض أو أكثر من العوارض الآتية:

– استمرار الحمّى أكثر من يوم واحد لدى الأطفال دون السنتين، وأكثر من ثلاثة أيام للأطفال فوق السنتين.

– الفتور والتهيج والصداع والمعاناة من الألم الشديد في المعدة أو من التقيؤات المتكررة.

أما لدى البالغين فيجب الاتصال بالطبيب في الحالات الآتية:

– إذا بلغت الحمّى أكثر من 3,39 درجة مئوية.

– إذا استمرت أكثر من ثلاثة أيام.

– إذا تزامنت مع عارض أو أكثر، مثل صداع شديد، وتورم الحلق، وقساوة الرقبة، واندفاعات جلدية، وصعوبة في التنفس، وآلام في البطن أو الصدر، وفتور عام، وتهيج.

أما سيلان الأنف الذي يتراوح منظره بين الرقراق الصافي والمخاط الكثيف فهو عارض لا يقل إزعاجاً عن الحمّى، وينتج عن تهيج الأغشية المخاطية للأنف والجيوب الأنفية، وغالباً ما يترافق مع صعوبة في التنفس والحمّى.

وينتج سيلان الأنف من مجموعة للأسباب، أهمها تغيرات الطقس، والزكام، والأنفلونزا، وتناول الأطعمة الحريفة، وشم بعض المنتجات الغذائية، وجفاف الجو، واستنشاق الملوثات، والتهابات الجيوب الأنفية، والتحسس، والتدخين، والتقلبات الهرمونية عند المرأة، وتناول بعض الأدوية، ووجود أورام في مجرى الأنف، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة، ودخول أجسام غريبة إلى الجوف الأنفي، والالتهابات الميكروبية للأنف والجيوب الأنفية.

ويعد سيلان الأنف عارضاً غير مريح، وغالباً ما يسبب الضيق للمصاب به، وهو في الأحوال العادية غالباً ما يرحل تلقائياً بعد اللجوء إلى الراحة، وشرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على رطوبة الأنف والحلق ومنع الجفاف.

وقد يحتاج سيلان الأنف إلى العلاج الطبي بتناول أدوية نوعية إلى جانب المقشعات ومضادات الاحتقان والغرغرة، ومضادات الحساسية إذا كان السيلان الأنفي متلازماً مع العطاس والحكة في العينين وانهمار متواصل للدمع.

لكن في بعض الأحيان قد يعنّد سيلان الأنف فيبقى ملازماً لصاحبه ويكون مؤشراً لحالة مرضية تتطلب المشورة الطبية في الحالات الآتية:

1- إذا استمر سيلان الأنف أكثر من عشرة أيام.

2- إذا ترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة أو خروج مفرزات ذات رائحة كريهة.

3- إذا تحول لونه من الأبيض الشفاف إلى اللون الأخضر المصحوب بألم في الجيوب أو ارتفاع في درجة الحرارة، ما يشير إلى التهاب جرثومي ثانوي.

4- إذا كان الشخص مصاباً بالربو أو بانتفاخ الرئة.

5- إذا كان المريض يتناول أدوية كابحة للمناعة.

6- إذا كان السيلان مضرجاً بالدم.

7- إذا كان المريض طفلاً دون السنتين ويعاني من الحمّى وضيق التنفس.

8- إذا كان المصاب رضيعاً ويعاني صعوبة في الرضاعة أو صعوبة في التنفس.

العدد 1107 - 22/5/2024