من هو الصديق الحقيقي؟!

ما هو مفهوم الصداقة في مجتمعنا أو من هو الصديق الحقيقي؟ سؤال دائماً يعنّ على بالنا وخاصة في أيام الأزمة التي كشفت الجميع وأزاحت الأقنعة عن الوجوه، وتأزمت مشاعر الكثيرين  عندما رأوا من كانوا يظنونه صديقاً وقد اكتشف على حقيقته عند الصعاب؟؟

وإن أردنا تعريف الصداقة فلن يختصر بكلمتين أو جملة، بل ستكثر التعاريف وتتعدد كل بحسب الواقع الذي نعيشه، فالصديق هو الذي يبحث عنك وتبحث عنه رغم وجود الكثيرين من حولكما، وهذا ما حدث مع أحمد وعلاء فهما أصدقاء منذ أيام الطفولة، جمعتهما الأيام الجميلة والذكريات الحلوة في المدرسة والحارة،وكانا مثال الصديقين الوفيين أحدهما للآخر، وما حدث أخيراً بينهما أكد محبتهما وإخلاصهما، فعندما أصبحا شابين ذهبا إلى المعركة في الوقت نفسه، وفي إحدى الجولات دار قتال شديد بين الطرفين المتقاتلين وكثر الجرحى والقتلى من كلا الفريقين المتقاتلين، وفجأة اختفى أحمد ولم يعرف أحد ما إن كان حياً أم جريحاً أم قتيلاً، وعندما عرف علاء بذلك ركض نحو الكتيبة التي هو فيها وأبلغ عن فقده، لكن الأوامر جاءت بأن ينسى أمر صديقه المفقود ويعاود إلى مكانه، لكنه لم يستطع أن يتقيد ويلتزم بما أمروه به ولم يبتعد عن شعوره العاطفي تجاه صديقه الذي هو جزء من ذكرياته وحياته، وذهب إلى ساحة المعركة أثناء الاستراحة ليبحث عنه بين الأشلاء، وقاوم بروحه الشجاعة والمحبة كل الخوف من النيران التي تطلق هنا وهناك إلى أن سمع صوتاً ينادي، فتوقف برهة حتى تأكد من مصدر الصوت وركض نحوه، وإذا به أحمد وجده مرمياً على الأرض والجروح تملأ جسده، فحمله نحو أقرب نقطة اسعافية والدموع تملأ عينيهما..

     يقول كونفوشيوس: (من المفيد عقد صدافة مع ثلاثة أنواع من الناس ألا وهم المستقيمون والصادقون والذين تعلموا الكثير في هذه الحياة).. والسؤال الآن: من هم أصدقاؤنا؟ هل حاولنا البحث في هذه المعاني؟

      برأيي صديق واحد يقف وقت الشدائد معنا خير من ألف صديق لا نراه سوى في أوقات الفرح، بينما في الضيق يبحثون عن الأعذار ويتوارون عن الأنظار.

العدد 1107 - 22/5/2024