فضح الأكاذيب المعادية للشيوعية

يحيي الاتحاد الأوربي في 23 آب من كل عام، منذ عام 2008 (اليوم الأوربي لذكرى ضحايا الستالينية والنازية). يريد حكام الاتحاد الأوربي نشر الكذبة الكبرى وهي أن الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية، وخصوصاً يوسف ستالين وأدولف هتلر، كانا شرّيرين متماثلين، في حين يمثّل الإمبرياليون الرأسماليون كل الأشياء الجيدة.

الطبقات الرأسمالية في العالم كله متفقة على أن (الشيوعية ماتت)، ولكن افتراءاتها على ستالين والاتحاد السوفييتي في أيامه تزداد اتساعاً وتطرفاً.

لماذا كل هذا العداء للستالينية والشيوعية؟

لأن الشيوعية تظل التهديد الأكبر للرأسمالية، وتزامنت فترة قيادة ستالين في الاتحاد السوفييتي مع عصر حققت فيه الحركة الشيوعية العالمية الكثير من الأشياء الجيدة للطبقة العاملة العالمية.

سحق العمال السوفييت الفاشيين في الحرب العالمية الثانية، على الرغم من تعاون الرأسماليين مع هتلر، لكنك لن تسمع ذلك من الأسياد الرأسماليين في العالم.

قصة معاهدة مولوتوف – ريبنتروب

اختار الاتحاد الأوربي يوم 23 آب لإحياء (اليوم الأوربي لذكرى ضحايا الستالينية والنازية)، لأنه في مثل هذا اليوم من عام 1939 وقّع الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا هتلر. وتسمى هذه المعاهدة في الكثير من الأحيان معاهدة (مولوتوف – ريبنتروب) نسبة إلى وزيري الخارجية السوفييتي والألماني آنذاك، ويزعم أعداء الشيوعية أن البلدين اتفقا فعلاً على تقاسم أوربا بينهما، وهذا كذب.

تكمن الأهمية الكبيرة للمعاهدة، في الحقيقة، في أنها حددت أن بولونيا الشرقية تقع في (منطقة النفوذ السوفييتي)، وكان معنى ذلك أنه إذا سحق الجيش الألماني الجيش البولوني، سيظل عليه البقاء على مسافة مئات الكيلو مترات عن الحدود السوفييتية ما قبل عام 1939.

كان الاتحاد السوفييتي يحاول جاهداً إقناع بولونيا وبريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب على ألمانيا، عندما هاجم هتلر بولونيا، ولكن الطبقة الحاكمة البريطانية كانت ترغب في ترك هتلر يأخذ بولونيا إذا كان سيستمر بالتوجه إلى الشرق ويهاجم الاتحاد السوفييتي.

في أيلول 1939 هزم الألمان الجيش البولوني في بضعة أيام، وفرّت الحكومة البولونية من البلد إلى رومانيا، كان هتلر مستعداً للسماح بدولة أوكرانية موالية للنازية في بولونيا الشرقية السابقة، وهي منطقة لم تكن (بولونية) حقاً، لأن بولونيا استولت عليها من روسيا السوفييتية في عام ،1921 وكانت بولونيا الشرقية تتألف من غرب أوكرانيا وغرب بيلاروسيا، وقد استعادها الاتحاد السوفييتي في 18 أيلول ،1939 أي بعد غزو هتلر لبولونيا.

ساعدت معاهدة (مولوتوف – ريبنتروب) في إنقاذ أوربا من هيمنة هتلر.. ففي تشرين الأول 1941 وصل الجيش الألماني إلى مشارف موسكو قبل أن توقفه القوات السوفييتية. لو كان الجيش الألماني شن هجومه من نقطة أقرب بـ500 كيلو متر، لكان هناك احتمال أن تأخذ الحشود النازية موسكو، ولو أخضع هتلر الاتحاد السوفييتي لاستخدم موارده الضخمة ضد بريطانيا.

تحركان سوفييتيان آخران ضد النازية

كانت معاهدة (مولوتوف – ريبنتروب) واحداً من ثلاثة تحركات قامت بها الحكومة السوفييتية بقيادة سالين لإنقاذ الاتحاد السوفييتي وأوربا. التحركان الآخران اللذان يشملهما الاتحاد الأوربي في إحياء (اليوم الأوربي لذكرى ضحايا الستالينية والنازية)، هما الحرب السوفييتية الفنلندية، وإحباط ما تسمى (مسألة توخاتشيفسكي).

1- الحرب السوفييتية الفنلندية في عامي 1939-1940. كانت حدود فنلندا، حليفة ألمانيا النازية، قريبة جداً من مدينة لينينغراد الصناعية السوفييتية الرئيسية، ومن أجل إقامة منطقة عازلة أوسع طلبت حكومة ستالين أن تتخلى فنلندا عن الأرض القريبة من لينينغراد مقابل أرض سوفييتية أخرى. قال ستالين: (بما أننا لا نستطيع تحريك لينينغراد، علينا تحريك الحدود)، وعندما رفضت الحكومة الفنلندية، هزم الجيش الأحمر الجيش الفنلندي وأخذ الأرض.

لولا إعادة رسم الحدود لاستولى الجيش الفنلندي المتحالف مع هتلر على لينينغراد، ولماتت ملايين أخرى من المدنيين السوفييت، ولاستخدم النازيون المنشآت الصناعية والموانئ لتكثيف هجماتهم على بقية الاتحاد السوفييتي وإنكلترا.

2- إحباط المؤامرة العسكرية في عام 1937 المسماة أيضاً (مسألة توخا تشيفسكي). كان بعض القادة الكبار في الجيش الأحمر يتآمرون للاستيلاء على السلطة في الاتحاد السوفييتي، إما باعتقال ستالين وحكومته وإعدامهم، أو بفتح الحدود للغزو الألماني والياباني. وكان هؤلاء الضباط القيصريون السابقون يتآمرون مع تروتسكي.. وفي أيار وحزيران 1937 اعتقلت الشرطة السوفييتية الزعماء الذين حوكموا وأدينوا وأعدموا.

أثبتت كل هذه الأحداث الثلاثة أنه كان حاسماً في إلحاق الهزيمة بالفاشية وإنقاذ حيوات ملايين الشغيلة في كل أنحاء العالم وتعزيز الحركة الشيوعية العالمية.. ولهذا السبب تحديداً تهاجمها الرأسمالية، وينبغي تعرية الأكاذيب المعادية للشيوعية التي يُروّج لها في 23 آب وكل يوم آخر من العام.

العدد 1105 - 01/5/2024