الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ودوره على الصعيدين العربي والعالمي

أبصر الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي النور في الأول من كانون الأول عام 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية.

انطلقت الدعوة من باريس إلى المنظمات النسائية في البلدان الأوربية أولاً التي عانت مرارة النازية ووحشيتها، أطلقت الدعوة عالمة الفيزياء والمناضلة الفرنسية الكبيرة أوجيني كوتون، بالتعاون مع النساء الفرنسيات اللواتي خضن حرب الأنصار وانخرطن في المقاومة ضد النازية.

لبى الدعوة إحدى وأربعون دولة أوربية، وكان هدفها النضال من أجل السلام حتى لا تتكرر المأساة، واتفقت المجتمعات على تأسيس اتحاد عالمي، تنضم إليه لاحقاً المنظمات النسائية العاملة من أجل خير الإنسان وضد الحروب، واختيرت باريس مركزاً له. من بين المجتمعات اللواتي أسسن الاتحاد، ساهمت بدور هام ومبادر وفعال المناضلة المصرية المعروفة سيزا نبراوي.

كبر الاتحاد وتوسع، فإضافة إلى نضاله من أجل أن يعمّ السلام العالم، وضع برنامجاً تضمّن قضية المرأة وحقوقها، وقضية الإنسان بشكل عام ونضاله من أجل التحرر والسيادة والديمقراطية، وتنامى حجم الاتحاد من 41 دولة في عام 1945 إلى 131 دولة من القارات الخمس عام 2002 رغم الصعوبات التي واجهها الاتحاد بعد الانهيارات الكبيرة التي حدثت في العالم.

كان الاتحاد قد اتخذ برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية سابقاً مركزاً له سنوات طويلة، ثم عاد إلى باريس، والآن مركزه في البرازيل. حظي الاتحاد باعتراف رسمي من الأمم المتحدة، وله مركز استشاري في اللجنة الاقتصادية الاجتماعية في المنظمة الدولية، مما يؤهله لإعطاء الرأي في مؤتمراتها وتقديم التقارير حول أوضاع النساء في مختلف أنحاء العالم.. كما أنه معترف به في الأونيسكو وفي مكتب العمل الدولي، ويشارك دائماً في المؤتمرات العالمية والاجتماعات التحضيرية في لجان الأمم المتحدة، خاصة لجنة المرأة.

ساهم ومازال يساهم مساهمة فعالة وعلى مدى سنوات طويلة في دعم القضايا العربية، خاصة قضية فلسطين ولبنان أثناء حصار بيروت عام 1982 وتوضيح الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني الاستعماري التوسعي.. ولعب دوراً كبيراً في دعم قضية الأسرى اللبنانيين في سجون إسرائيل والمطالبة بالإفراج عنهم، ومن بينهم سهى بشارة.

قضية فلسطين موجودة دائماً في برنامج الاتحاد، وقد أرسل أكثر من وفد تضامني إلى أرض المعركة.. كان آخرها برئاسة سليفي جان رئيسة الاتحاد سابقاً إلى غزة ورام الله وجنين للاطلاع والتضامن. كما أعلن الاتحاد إدانته للحصار المفروض على العراق، والتهديدات العدوانية الأمريكية ضد شعبه وأعلن موقفه ضد الحرب والاحتلال.

وأخيراً زيارة وفد كبير من الاتحاد لسورية برئاسة المناضلة البرازيلية رئيسة الاتحاد حالياً مارسيا كامبوس، وتضامنه المطلق مع الشعب السوري ضد الإرهاب والاحتلال ومن أجل قيام دولة مدنية ديمقراطية.

يضم الاتحاد كل المنظمات النسائية الديمقراطية في البلدان العربية في لبنان وسورية والأردن والعراق ومصر والسودان وفلسطين والبحرين، وقد انتخبت المناضلة السودانية المعروفة فاطمة إبراهيم من المنطقة العربية لفترة زمنية رئيسة للاتحاد.. كما شغل عدد من المناضلات العربيات مراكز مرموقة لسنوات طويلة في قيادة الاتحاد. وفي مجال النشر، أصدر الاتحاد مجلة (نساء العالم) بست لغات هي: الفرنسية، الإسبانية، الإنكليزية، العربية، الألمانية، والروسية، وقد توقفت هذه النشرة الغنية المختصة بقضايا المرأة عن الصدور، بسبب الأوضاع المالية.

يستعد الاتحاد الآن ويحضّر لمؤتمره السادس عشر الذي سيعقد في كوبا في شهر كانون الأول 2015 بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيسه.

العدد 1104 - 24/4/2024