لا نخشى غضبهـم!

 قال لي أحدهم: إن كثيراً من المسؤولين والمعنيين غاضبون منك. وهناك رؤساء دوائر، ومديرون في المديريات والمؤسسات والشركات حاقدون على قلمك أيضاً.

وأضاف محدثي: كما أن بعض المستخدمين، والسائقين، والكتبة الأميين، يتحدثون عنك بحنق شديد!

ابتسمت بثقة واطمئنان، وأجبت: هذا يعني حقاً وصدقاً، أنني أسير على الطريق القويم. ولن أحابي أحداً، ولن أجامل أبداً، ما دام أبناء محافظة القنيطرة، قد أصبحوا يرون في كلماتي شرفة جولانية، تعبر عن همومهم، وتشير إلى معاناتهم، وتسعى إلى حل مشكلاتهم، وكأنها شجرة سنديان، جذورها متغلغلة في عمق الحقيقة، ويجدون فيها متنفساً، وملاذاً.

وستبقى الحقائق والوقائع الدامغة الحبر الذي نكتب به، وستظل أوجاع الناس المداد الأنقى لقلمي.

أما المصلحة العامة فهي المشعل الذي يضيء لنا معالم الطريق، ونبراسنا للدفاع عن الحق، والذود عن الحقيقة، وعن الوطن، والمواطن.

سنشير إلى مواطن الخلل والتقصير، سنكشف الزيف والخداع، والتباهي الكاذب. لن يثنينا غضب أحد، لن يزعجنا تعليق من هنا أو تلميح من هناك، فالنهر الذي يحمل الخير والنقاء، يحفر مجراه بهدوء وتؤدة، لأنه يفيض بحب الأرض، ويهبها روحه، فتنبت من كل زوج بهيج. أما الغثاء فإلى اضمحلال، وزوال، وفناء، ولا دوام إلا للحب والخير، والمجد للإنسان، والفداء للأوطان.

وأغتنمها مناسبة، لأقول من جديد، سنذكر بالخير صاحب الفعل الطيب، ونشيد بالثقاة، ونرفع الصوت، المجد للبناة الأمناء الذين يعملون بدأب وصمت، ولا ينتظرون الثناءات أو المكافآت أو الصفقات أو الرشا والأتاوات. لن نخشى لومة لائم في الإشارة للهنات والمثالب، والتجاوزات، والسلبيات، وسنقف سداً منيعاً بوجه الفساد، ونفضح الفاسدين والمفسدين.

وإذا استدعى الأمر، فسنذكر الأسماء الصريحة، ونسمي الأشياء بأسمائها، ولو كانت منفرة قبيحة.

وأذكر الذين يحاولون السباحة بعكس التيار، ويسعون إلى الكيد والضغينة، أن النخلة لا تخشى العواصف التي قد تقتلع الأعشاب، وليعلموا أيضاً، أن بين جبل الشيخ والسماء عناق ووداد، وهمس وعتاب، وعناقيد عنب ورضاب. ومن يستطع كسب ثقة الناس ومحبتهم، فقد أحسن صنيعاً، وفعل خيراً، وعمل جاهداً في سبيل خدمة المواطنين، وتحقيق طلباتهم، وحل مشكلاتهم، وتذليل صعابهم، والتخفيف من معاناتهم.

العدد 1105 - 01/5/2024