مداخلة الرفيق أديب ميرو..فلتتوحد قوى التقدم في مواجهة الإرهاب

 قدم الرفيق أديب ميرو (نائب رئيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال) مداخلة في ندوة (الحزب والنقابات) جاء فيها:

يسعدني أن أوجه تحية تقدير إلى قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد مشيداً بإقامتهم هذه الفعالية الهامة ودعوتنا للحضور والمشاركة والاحتفال مع قيادة وكوادر وقواعد الحزب وأصدقاء النضال الوطني المشترك بالذكرى الثانية والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري اللبناني، وشكر للرفيق العزيز حنين نمر ورفاقه في المكتب السياسي للحزب إتاحتهم الفرصة لي للمشاركة في هذا الحوار والتفاعل حول عدد من المسائل الهامة المتعلقة بعلاقة الحزب الشيوعي ونضاله مع وفي داخل الحركة النقابية العمالية، إضافة إلى ما سبقها من حوارات خلال الأيام الثلاثة في بحث القضايا السياسية ومواجهة الإرهاب وحول المشكلات الاقتصادية والاجتماعية خلال الأزمة المركبة الراهنة التي تعيشها سورية وشبعها وطبقتها العاملة، ويشرفني أن أشير ودون مجاملة بأن مناضلي الحزب الشيوعي السوري وكوادره ومنتسبيه من العمال والنقابيين قواعد وقادة كان لهم دور رائد ومتقدم في تأسيس النقابات السورية والنضال العمالي قبل بدايات التنظيم النقابي وبعدها ونشأة النقابات السورية ومعهم رفاقهم من قوى النهوض الوطني القومي والأممي.

فاقمت الحرب العدوانية التي شنّت على سورية وجرائم الإرهاب من التأثيرات السلبية للمتغيرات والأزمات الاقتصادية والسياسية وانعكاسها على العمال والمواطنين والاقتصاد والمجتمع، والتحول إلى ما يشبه أزمات وأنماط اقتصاد الحرب وتداعياته الكارثية وتسببه مع الحصارات والمضايقات الاقتصادية الغربية والإرهاب إلى نزوح وتهجير وهجرة مئات الألوف من العمال الشباب والخريجين والخبرات الوطنية وتخريب وإغلاق المنشآت الإنتاجية والحد من النشاطات الاقتصادية في خندق المواجهة ضد الإرهاب وقوى الاستغلال والفساد تتوحد قوى التقدم ويجب أن تتعزز وحدة الطبقة العاملة وقوى الوطن المقاوم وكل أحرار المنطقة والعالم.

نتطلع بأمل أن يرتقي أداء المؤسسات الحكومية والمنظمات السياسية والحزبية والنقابية إلى مستوى تضحيات المواطنين وبما يوازي المستوى المتقدم لإنجازات سورية وشعبها وجنودها وقيادتها في الميدانين العسكري والسياسي.

إن الطبقة العاملة والحركة النقابية السورية والعربية وهي تعيش هذا الواقع وتستذكر هذه الأيام ذكرى نضالاتها المتلازمة وإنجازاتها العديدة فإنها وبحكم كونها فصيلاً هاماً وجماهيرياً في قوى المواجهة والمقاومة لتحديات اليوم والغد فهي مطالبة بتهيئة شروط تصعيد مساهمتها وبتحمل أعباء جديدة ومسؤوليات إضافية لتحصين عمالها واقتصادها ووطنها ومواجهة مخربي الخارج والداخل، والارتقاء بالقدرة الدفاعية والتفاوضية للنقابات وممثليها ونوابها وكوادرها للحد من الانتكاسات والمعاناة والمصاعب الحياتية والاقتصادية وإغناء قدرات حماية الوطن واستعادة عافيته وألقه ودوره في كل المحافل والميادين ومواصلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي.

إن البوابة للارتقاء بالواجبات النقابية وتطوير أداء القيادات والكوادر والناشطين ومساهمتهم في مسيرة الخلاص والتقدم مفتاحها رفع السورية الثقافية وتنامي ثنائية الوعي وإرادة الفعل وتطوير محتوى عمل النقابات وبرامجه وآلياته وتعزيز القدرة على الدفاع عن مصالح العمال والتضامن النقابي وبناء تحالفات ندية مع التنظيمات الشعبية والقوى الوطنية ومع كل المخلصين لقضايا الشعب والوطن ووحدة المصير العربي المشترك.

 

العدد 1104 - 24/4/2024