بلاغ صادر عن الحزب الشيوعي السوري الموحد

عقد المكتب السياسي  للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعه الدوري بتاريخ 10/6/2017، وترأس الاجتماع الرفيق حنين نمر (الأمين العام للحزب)، وقدّم الرفيق نبيه جلاحج (رئيس اللجنة المركزية) عرضاً للمستجدات الإقليمية والدولية (سيُنشر قريباً)، وتوصل الاجتماع إلى ما يلي:

1.    يقدّر الحزب تقديراً عالياً  النجاحات البارزة، التي حققها ضباط وجنود القوات المسلحة العربية السورية والقوى الرديفة لها، في دحر القوى الإرهابية، وتحرير مزيد من الأراضي والمواقع من سيطرتها، ويسجل على الأخص، بروح من التفاؤل والاعتزاز الوطني، المأثرة الكبيرة للجيشين السوري والعراقي بنجاح عملية التلاقي المشترك على الحدود السورية العراقية، التي تعدّ منعطفاً استراتيجياً هاماً في مجرى الصراع ضد العدو الإرهابي التكفيري والإمبريالي العالمي، من شأنه فتح بوابات التضامن الشعبي العربي على مصراعيه، وإفشال المخطط الاستعماري الغربي الذي عمل ويعمل دائماً على خلق حالة من الشقاق والتباعد المستمر بين دمشق وبغداد.

2.    يحذر المكتب السياسي من المخططات العداوانية التي يرسمها نظام (أردوغان) في تركيا، والرامية إلى الالتفاف على مقررات (أستانا) وجنيف، والتحضير لغزو واسع جديد لأراضي محافظة إدلب السورية، لتمكين فصائل إرهابية معينة من السيطرة عليها، في إطار التناقضات الدموية المستفحلة بين الفصائل الإرهابية.

3.    يشدد الحزب على ضرورة الحذر من الأطماع الامريكية المتزايدة فوق الأراضي السورية، ونشير بشكل خاص إلى ازدياد عدد القواعد العسكرية الأمريكية ونؤكد أن شعبنا السوري بكل مكوناته لن يسكت على هذا الواقع، ولن يستكين له، وقد حارب هذا الشعب عشرات السنين ضد الغزاة الاستعماريين والأحلاف العدوانية التآمرية، وتعرض ويتعرض الآن لأشد وأقسى عدوان رجعي إمبريالي، بسبب رفضه التبعية للغرب والرجعية العربية والتيارات الظلامية، وسيقوم بتنظيف أرضه الطاهرة من رجسهم وقذارتهم، مهما غلت التضحيات.

4.توقف الاجتماع مطولاً أمام الأزمة الجديدة التي نشأت بين المملكة السعودية وقطر، والتي شدّت أنظار العالم إلى الواقع الاستثنائي لدول الخليج العربي، فالعائلات المالكة والحاكمة فيه تسيطر على ثلاثة أرباع احتياطي النفط والغاز في العالم، وهي تنفق إيراداتها منهما على التسلح الفارغ، وعلى حبك المؤامرات ضدّ الشعوب العربية والأنظمة الوطنية. وقد تحولت أنظمة الحكم فيها إلى أدوات تنفيذية للمخطط الإرهابي الواسع الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والهادف إلى تكريس تبعية الشرق الأوسط تكريساً تاماً لصالح الشركات الرأسمالية الاحتكارية الكبرى، وتنفيذ المشروع الصهيوني الكبير.

إن الحزب يعتبر أن النظامين السعودي والقطري هما وجهان لعملة واحدة ، وهم شركاء متضامنون متكافلون في جريمة الحرب التي تُشَنّ على سورية منذ أكثر من سبع سنوات، وهم الذين تسببوا في قتل عشرات الآلوف من المواطنين السوريين، وفي تدمير البنى التحتية ومؤسسات الدولة وتهجير الملايين، واستجلاب عشرات الألوف من المقاتلين المرتزقة من كل أنحاء العالم.

ولم يكن ممكناً لهذين النظامين أن يقوما بهذه الجرائم كلها لولا التنسيق مع أمريكا وبإشرافها، وهما الآن يتنازعان تحت الخيمة الأمريكية أيضاً.

5.اطلع المكتب السياسي على الدعوة الموجهة إلى حزبنا  للمشاركة في الاجتماع العالمي التاسع عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية، الذي سيُعقد في موسكو في شهر تشربن الثاني القادم، والذي سيكون تحت عنوان “الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى”، وقرر الموافقة على تلبية الدعوة، وتكليف الرفيق الأمين العام للحزب بتمثيله في هذا الاجتماع الكبير الذي يعكس الأهمية التاريخية العظيمة لهذه الثورة التي بنت أول دولة اشتراكية في العالم.

6. بحث الاجتماع عدداً من القضايا التنظيمية والحزبية، والتحضيرات الجارية لعقد اجتماع اللجنة المركزية القادم، واتخذ القرارات المناسبة.

دمشق 10/6/2017                                            

 المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري 

                                                            

 

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024