التوغل التركي في إدلب عدوان على سورية وداعش تخلي لـ(قسد) مواقعها في الرقة

دخلت القوات التركية محافظة إدلب، في خطوة من شأنها تصعيد الموقف عسكرياً، وعرقلة الجهود السلمية الرامية إلى حل الأزمة السورية وفقاً لتفاهمات أستانا وجنيف.

ورغم الادعاءات التركية بأن عدوانها على إدلب جاء لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أستانا، فإن دخول الجيش التركي، بمساندة مباشرة من إرهابيي النصرة وحلفائهم، يفضح هذه الادعاءات، ويدلل على نية مبيتة لدعم مخطط تقسيم سورية.

من يصدق من السوريين ادعاءات تركيا بمكافحة الإرهابيين، وهي التي ساهمت بالقسط الأكبر في سفك الدم السوري من خلال دعمها منذ البداية غزو الإرهابيين لبلادهم؟ فقد حولت الأراضي التركية إلى ترسانة عسكرية تمد المنظمات الإرهابية بالسلاح والإرهابيين، بهدف قتل السوريين وحرق منشآتهم الاقتصادية وتهجيرهم بعد تدمير بيوتهم ومدارسهم؟

التوقيت التركي لتوغل قواتها العسكرية في محافظة إدلب جاء بعد النجاحات التي يحرزها الجيش السوري في ملاحقة الإرهابيين في دير الزور، وذلك في محاولة لتعقيد المسألة السورية بعد أن لاحت بداية النهاية للإرهابيين في سورية..

في الوقت نفسه، وفي خطوة أثارت الشكوك لدى السوريين، تراجعت وانسحبت كتائب إرهابيي داعش في الرقة دون قتال، أمام تقدم قوات (قسد)، مما سمح لهذه القوات بالاستيلاء على الجزء الأكبر من المدينة.

الدواعش المنسحبون من الرقة تلقوا المساعدة اللوجستية من الأمريكيين وحلفائهم للوصول إلى دير الزور، بهدف منع الجيش السوري من السيطرة على كامل المدينة وريفها، لكن القوات السورية بمساندة سلاح الجو السوري والروسي تتقدم وتحرر في كل يوم مناطق جديدة من سيطرة الإرهابيين.

المشهد اليوم في المنطقة الشرقية والشمالية ينذر بتصعيد أمريكي وتركي، يهدف إلى إعاقة تسوية سياسية للأزمة السورية، لكن الجيش ومن ورائه الشعب السوري بأسره، لن يفرط بذرة تراب واحدة من الأرض السورية.

دير الزور محافظة سورية، والحسكة أيضاً محافظة سورية، والرقة محافظة سورية، وإدلب محافظة سورية…، أما أوهام البعض، فستبقى أوهاماً.

العدد 1107 - 22/5/2024