كيف نتعامل مع الفقدان؟ (الجزء الأول)

الفقدان ليس كمثله شيء ففيه اغتراب للروح والنفس… واعتلال..هو ذاك الانفصال عن الآخر الذي يترك فراًغاً نحتاج للحزن وللحداد لترميمه ولسد فراغنا به.. هو الخسران ولا نحتاج إلى الموت لنمر بمثل هذه المشاعر. بل قد يكون الانفصال كما في حالات الزواج مثلاً أو لسبب آخر يولّد لدينا ذات المشاعر.وترتبط بها مشاعر مثل الحزن والألم والذنب والغضب وغيرها، وهي مشاعر طبيعية تجاه حدث غير طبيعي. وللحداد مراحله التي يمر بها الإنسان، وهي مراحل قد تأخذ زمناً طويلاً، سنين، وقد تأخذ فترة زمنية بسيطة، وهذا التقسيم هو تقسيم نظري فلا يعني بالضرورة أن المراحل تأتي متعاقبة، بل قد يختلط بعضها ببعض، وقد تتقدم مرحلة على غيرها.

 الإنكار: هو أول آلية دفاعية تنكر واقع الصدمة بالفقدان والخسارة. وهدف هذه المرحلة هو حماية الذات من ذعر الشعور بالخسران، وقد تدوم ساعات، وقد تدوم أياماً تبعاً لظروف الفقدان المعقدة والبسيطة.

 الغضب ومساومة الخالق: الغضب هو طريقة طبيعية تعبر بها عن الاحتجاج على ما حدث، قد تصل إلى حد مساومة الخالق: (يا ربي لماذا توفاه الموت الآن… مازال شاباً.. أو هو بحاجة لأن يربي أولاده..أو يفرح بأحفاده وغيرها من المساومات). من المهم أن نفهم أن الغضب ما هو إلا تجربة نمر بها جميعًا عند الشعور بالحزن، إلا أن التعبير عن هذه المشاعر كفيل بتهدئة هذا السيل الجارف من المشاعر.

 مشاعر الحزن، كآبة: فقدان الدافع للعمل، وفقدان معنى الحياة، كلها كما أشرنا مرحلة قد تختلط مع مشاعر أخرى، وقد تأتي وحيدة.

 عقلنة وإعادة التنظيم: وهي المرحلة التي يتم فيها قبول الفقدان، والمشاعر المرتبطة بهذا الفقدان، لكن يتم التعامل مع الفقدان وفق الأطر الدينية والاجتماعية التي تعمل على التهدئة.

ما الذي يمكننا فعله؟ هذا ما سنتابعه في العدد القادم..

العدد 1105 - 01/5/2024