تصفح الوسم

أحمد علي هلال

أن تعيش!

يبرع الحالم بابتكار أساليب الحياة، لكأن الحياة احتفال دائم بالحياة، من قال إن الموت هو الاسم الحركي لبشر وجدوا بفعل المصادفة أو الضرورة، في مساحات ليست تشبههم! يقول الشاعر: (لا تعبِّر عن الفكرة، دعها تحقق ظهورها). والفكرة تناهض…

بحثاً عن العمق

ثمة من يشكو الكتابة  هذه الأيام  فلا هي ظل مضيء لأرواح كتابتها، ولا همس نجيب تجود به الرؤيا، هذا إذا استثنينا تلك القلة النادرة التي تبرع في الظل والأثر. وعادة ما نقول: إن أمرأً لا يحسن طعامه وشرابه، تتراجع صحته لأدنى مستوياتها، ناهيك…

في السماء التاسعة!

ما تقوله اللغة الآن بلسان الشعر وممكناته الإنسانية الطليقة في صباحات أيلول ونهاراته المنتظرة: (ليس للغبار نقول صباح الخير، بل للتراب، وليس لقصف البارجات، بل لقصف الرعد). وما تقوله عصافير وقتنا الأخير: (نريد سماء طليقة لنسبح في فضائها…

جورج برناردشو في دمشق

ثمة صورة قد يتوسلها الجمهور لشخصية، بلغت شهرتها الآفاق، اطمأنت رمزاً في مخيلة القراء، وهم يقفون على آثار  مدونات  اخترقت اللغات وهدمت جدرانها، بفعل ما استقرت عليه من ثيمات دالة جعلت عالمية الأدب خارج المجازات المحتملة، وثيقة الصلة…

التفكير بقلق مشروع!

غالباً ما يتندر اثنان على الأقل عوداً على جدلية ديكارت (أنا أفكر، إذاً أنا موجود)، وماذا لو لم يفكر أحدنا ترى هل يذهب إلى العدم؟ فالتفكير وما يجره من ويلات تأخذ صاحبه إلى حسابات البيدر والقمع وإبريق الزيت أصبح عبئاً فيما يبدو هذه…

كرة القدم أم لعبة الأمم؟..

على استحياء هذه المرة، وربما بقليل من الشغف تهفو قلوب المشجعين إلى مونديال العالم في البرازيل، تخطف عيونهم كرة تجري بين أقدام اللاعبين، ترسم مصائر، ترسم ضحكات، وربما تنتهي بغصّات موجعة. هو موسم متكرر ومنتظر، من قال إنها مجرد قطعة قماش…

وماذا حدث بعد ذلك؟!

لعلك تصغي إلى من يقول لك: نصنع الحدث، وربما تنتشي طرباً بحدث انتظرته وتوقعته، سواء كان وجوده في النص، أو الواقع، فأن يصنع حدث ما فلا بأس بمن يأخذهم الفضول من الذهاب بعد انتظار إلى انفراج ليسترخي التفكير قليلاً، ويطمئن إلى أن فعلاً قد…

نادِ للفكاهة السوداء!

هل التمساح يطير؟ هل بوسع الأفعى أن تعمل ماسحة أحذية؟ هل نستطيع أن ندخل الفيل بثقب إبرة؟ وهل يستطيع الإنسان أن يمشي على رأسه، كما تساءل بذلك يوماً الأديب الراحل غسان كنفاني؟! مازال صديقي يقنعني بالانضمام إلى ما يسميه (نادي للفكاهة…

بين هلالين!

كيف السبيل إلى السعادة؟ ومن أين تبدأ؟ وما هو شكلها؟ وهل هي موجودة حقاً، أم ما زلنا نتوسلها من عدم سحيق ونخيط أسمالها الفاتنة من حلم ورغبة، توق وحاجة، كمال لا نهائي يشبه صوغ قصيدة مستحيلة؟! دأب فلاسفة واجتماعيون وتربويون على أن يجدوا…

خارج النص

في زاوية ما.. يقف الكهل بائع الورد منادياً بصوته الرخيم: ورد، ورد.. يلتفت البائع ذات اليمين وذات الشمال في توسّل محبّب، علّ أحد المارة يغيره انتباهة ويقترب منه بِنّية الشراء؟. في الحديقة ذاتها يتكرر مجيئهُ، حتى ليحسبه الناظر…

تلك المطالعات المبهجة!

ثمة رسالة جاءتني على (الجوّال) تقول): (سياحة إلى الضحك والفكاهة، احصل على أطرف نكت مصورة).. إلخ.. وبمكر طفولي، تساءلت: هل أملك القدرة على تلك السياحة البهيجة، عملاً بالقول المأثور: (طنّش تعش تنتعش)! أزعم أن ما يحيط بي من مفارقات…

صوت أبي العلاء…

لعلي عثرت بصوت منادياً، فيما أقطع دربي المعتاد، ظننته آتياً من وراء السحاب أو من وراء عالمٍ آخر مازال نهب الخيال، لكن للصوت يداً جذبتني من قميص قلبي: أنا أبو العلاء! ثمة فتى كان يلملم كتباً مهجورة تركها أصحابها أو ربما سُرقت، لكن…

قمة للإبداع.. «الانحياز» مثالاً!

ستبدو مقولة الانحياز نافلة بالضرورة، فبلا أدنى شك لن تذهب بنا إلى ما عرف بقمة عدم الانحياز وبالقمم الأخرى التي تأخذ فيها الدول اصطفافات سياسية أو اجتماعية أو فكرية وغيرها، وجوهر ما نشير إليه وما نعنيه هو الانحياز للإبداع، فهل يستوي…

ما بعد منتصف الحلم بقليل!

... في زمن مضى... وفي حصة التاريخ، فيما يسترسل أستاذ التاريخ في سرد وقائع وأحداث معينة، تأخذني الذاكرة (في شطحات) تذهب إلى ما بين فواصل الحكايات، والسياقات المجتزأة من حكاية التاريخ بوصفه رواية ما، وفي زعمي - على طريقة الأغنية الشهيرة…

صورة تذكارية!

يجتمع سياسيون وزعماء وقادة عالميون لدول كبرى، لأخذ صورة تذكارية جماعية، إثر إنجاز ما جوهره السلام، لينام العالم ويصحو على أحلام سعيدة، ولا ضير من أن تكون الصورة حميمية بما يكفي (لشعرنة) الواقع في غير مكان، وبما يُقصي اعتقاداً آثِماً ورد…

دفتر أحوال!

نشرات الطقس العربية على وجه العموم، تستبطن الحالة النفسية للمواطنالعربي، لتصبح أكثر ميلاً إلى طمأنته وبثّ تفاؤل ما، مع أنها تلجأ أحياناً إلى صيغ تشبه تعبيرات الحرب: ارتفاع، السرعة، الشعور بهزّة أرضية على مقياس ريختر، وسوى ذلك من دلالات…

أين تسهر هذا المساء؟!

جملة مكتفية بشغفها، أثيرة يداعب من يطلقها همساً أو جهراً زمناً آخر يَعجّ بالأحياء قبل أن ترجمهم الرتابة، ويختطفهم التعب، وينظرون حدّ الذهول في أيامهم كيف تتشظىّ مراياها، ليذهبوا في شظاياها كأرقام فحسب. قبل (رأس السنة) ثمة من يواسي…

كونشرتو الجنون

مثل أي واحد من الناس، لطالما فتنتني الدراما بلعبتها الآسرة و(بواقعها) الذي أصبح مثل الخيال، حتى إنني بتّ (أحدس) ببراءة، واقفاً في منتصف السؤال: ترى أين ينتهي الواقع ليبدأ التخييل؟! ومع ذلك، فإنني ما زلت مشدوهاً (لدراما) أخرى تهبنا…

الحكواتي الأخير!

(تعريب الغرب أم تغريب العرب)؟! مازالت سمتنا نحن العرب أننا نقلد غيرنا، ولعل ابن خلدون في مقدمته التاريخية أول من قال بتقليد المغلوب للغالب في مسكنه وملبسه وسلاحه، ولو كان ابن خلدون حياً هذه الأيام لقال: وفي الفيسبوك أيضاً، وهكذا…

دلو ثلج آخر!

للثلوج في أدبيات الحرب الكثير من الاحالات التي تأخذنا إلى روائع بعينها ومنها رائعة يوري بونداريف (الثلج الحار) أو رائعة أورهان باموق (ثلج) أو غيرها من الروايات في غير فضاء مثل (ثلج الصيف) رائعة نبيل سليمان وهكذا، لكن هذه المرة لن يتوقف…

أنا مبسوط!

عابراً طريقي كعادتي، وأنا ساهم في أفكاري، ليتني كمثل المرحوم عبد الحليم حافظ الذي غنى: أبصرت طريقاً أمامي فمشيت، أو كحال الشاعر الإيطالي أنطونيو ماتشادو الذي رأى أن الطريق من تقود أقدامنا عندما نسير! وكي لا أخرج عن نصي المرصود…

ليلة القبض على «الذات»!

كثيراً ما كان العنوان بسلطته الآسرة إحالة دائمة إلى ما يشبه حياتنا، ويكاد ينطق بها على نحو صريح، فمثلاً عنوان (ليلة القبض على فاطمة) كان أكثر إيحاءاً ودلالة، لجهة إغرائه، في السينما والتلفزيون وذلك لزخمه الدرامي الذي سيشي بسياقات وافرة…

تحرشات ساخرة!

لا أنام.. جاء في إعلانٍ حملته مجلة الآداب العريقة في أحد أعدادها عام ،1956 دعوة لقراءة رواية الكاتب المصري إحسان عبد القدوس، الجديدة آنذاك (لا أنام) ما يلي: (قصة طويلة ممتعة بحوادثها التي يستحيل على القارئ أن ينام قبل أن يقرأها…

الباكون من الضحك!

بأصابع قلقة ربّت على كتفي، استدرت وأنا أغمس كلماتي بمنقوع دهشتي، ليسألني دون تردّد، قال: ما تعريفك للضحك، ودعك من تأويلات، ولوغاريتمات، وخوارزميات لا أحتاجها؟ قلت: أبسط تعريف للضحك هو أن تبكي من الضحك فقط! قال: هكذا الأمر إذن…

التدريب على الرعب!

ما كنت أحسب يوماً أنّ ذلك العنوان الأثير (التدريب على الرعب) عنوان كتاب وضعه الروائي خيري الذهبي منذ زمن مضى سيكون أحد عنوانات مرحلتنا وما يمور بها من مشاهد ربما يعجز خيال السينما عن مقاربتها، في كتابه ذاك شُغل الذهبي بالحكايات المؤسسة…
العدد 1107 - 22/5/2024