الفنان الشيوعي العراقي كوكب حمزة.. وداعاً!

غانم بيطار:

في جوّ مهيب وحزن عارم، وبحضور جمعٍ غفير جداً من الجالية العراقية والعربية، وحضور رسمي ممثلي القوى اليسارية العربية، جرى في السادس من الشهر الحالي (نيسان 2024) مراسم دفن الموسيقي والمناضل الشيوعي العراقي كوكب حمزة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

وكانت كل من قيادة الحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين قد نعت في الثالث من الشهر الجاري الرفيق كوكب حمزة أثر مرض لم يمهله طويلاً.

يعدّ كوكب حمزة أبرز المبدعين الموسيقيين الغنائيين العراقيين المجددين، وأسماهم عطاءً، وأعذبهم ألحاناً، رحل مخلّفاً وراءه ثروة من الروائع التي احتلت وتحتل موقعاً لامعاً بين كنوز الغناء الحديث وقامة فنية رفيعة.

موهبة موسيقية متميزة

لم يحنِ هامته لطاغية ولم يطوّع وتره لمستبدّ.

رحل صاحب (يا طيور الطايرة).. وغيرها وغيرها.

رحل بعيداً عن وطنه الذي أحبه وكافح من أجله ووهبه أجمل ثمار إبداعه الفني.

وفي المساء، جرت مراسم العزاء واستقبال المعزّين في القاعة نفسها التي كانت تستعد في هذا اليوم بالذات للاحتفال بالذكرى الـ٩٠ لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ضمن برنامج سياسي وفني كان هو جزء منه.

قدّم الرفيق غانم بيطار التعازي إلى عائلة الراحل ورفاق دربه، باسم قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد وأعضائه.

وفي لقاء مع الرفيق سعد إبراهيم صديق كوكب حمزة ورفيق دربه تحدث إلى جريدة (النور) قائلاً:

توفي كوكب عن عمر ناهز الثمانين عاماً أثر وعكة صحية تعرض لها في الأيام القليلة الماضية، ونُقل إلى أحد مشافي كوبنهاغن، وفارق الحياة بعد يومين فقط.

ولد كوكب حمزة في محافظة بابل مدينة القاسم عام ١٩٤٤، ثم درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية.

انتسب مبكراً إلى الحزب الشيوعي العراقي مأخوذاً بفداحة ظلم الإقطاع والنظام الملكي في محيطه بالفرات الأوسط، ومتأثراً بأمثولات المناضلين ضد الجور والقمع والعسف ومن أجل الحرية والكرامة.

ونشط منذ ذلك الحين في صفوف الحزب وتوّج نضاله بالمشاركة في الكفاح المسلح للأنصار الشيوعيين، ودفع ثمن ذلك كلّه مضطهداً وملاحقاً ومسجوناً ومهاجراً في النهاية إلى منفاه الاضطراري.

في عام ١٩٧٤ اضطر كوكب إلى الهرب من العراق، وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومنها إلى الاتحاد السوفيتي، ودرس الموسيقا في أذربيجان وتنقل بعدها بين سورية وأمريكا وإقليم كردستان، قبل أن يستقر في الدانمارك عام ١٩٨٩.

قدّم كوكب حمزة ألحاناً كثيرة لكبار الفنانين العراقيين والعرب، منهم سعدون جابر، مائدة نزهة، عبد الله رويشد، أصالة نصري، والمطربة المغربية أسما المنور، ولحن لها أغنية (دموع إيزيس) من كلمات أحمد فؤاد نجم.

ولحّن أيضاً العديد من شارات المسلسلات والأفلام العربية.

بقي كوكب حمزة خلال ذلك وحتى يومه الأخير متمسكاً بحزبه الشيوعي وفياً لمبادئه وقيمه وأهدافه السامية.

ستبقى ألحانه عذبة كعذوبة روحه ونيّرة كأفكاره.

العدد 1104 - 24/4/2024