بيان القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في الذكرى الثانية والخمسين لتأسيسها

تحلّ الذكرى الثانية والخمسون لتأسيس جبهتنا الوطنية التقدمية، إذ كان الإعلان عن تأسيسها، من أهم إنجازات حركة التصحيح التي قادها القائد المؤسس الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970، وباستشراف واضح منه للمستقبل، ومن خلال نظرته الاستراتيجية الثاقبة، إذ عد قيام الجبهة ضرورة حتمية، يفرضها الواقع، ضرورة تاريخية لتحقيق العرب لأمانيهم في وحدتهم المنشودة من خلال تأسيس نظام سياسي في سورية قلب العروبة وعلى أن يكون المثال للدولة العربية الواحدة، فصيغة الجبهة الوطنية التقدمية، شكلت حالة جديدة، لم تشهدها سورية العرببة من قبل، فقد أرست تعددية حزبية سياسية شرعية، شكلت منعطفاً مهماً للقوى السياسية في البلاد في تحقيق نقلة نوعية في الحياة السياسية من مرحلة التناقض والصراع وهدر الطاقات إلى مرحلة الاستقرار والانسجام والتعاون وتوحيد جهود القوى الوطنية وتوجيه طاقاتها في خدمة معركتي التحرير والبناء، فكان من أولوياتها الاستعداد لحرب تشرين التحريرية، بعد عام ونيف من تأسيسها، هذه الجبهة التي أخذت أبعادها بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وعملت على تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم بين الشعب وقيادته السياسية، الأمر الذي كان من أبرز عوامل الانتصار في حرب تشرين وفي أي معركة وطنية ضد المحتل وأدواته من قوى إرهابية وانفصالية على امتداد الساحة الوطنية السورية. عبرت الجبهة ومنذ نشأتها بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي عن مواقفها السياسية الوطنية والقومية الثابتة، التي اتخذتها القيادة السياسية للبلاد، خاصة ما يتعلق منها بالكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية والعداء للاستعمار في كل مكان، وهذا كله دفع الغرب للتآمر على بلدنا بغية إضعافه والحؤول دون مواجهته للخطط العدوانية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخلق الصعوبات المعيشية لأبناء الشعب من أجل إضعاف الثقة والتلاحم بين الشعب وقيادته.

لم يكن قيام الجبهة الوطنية التقدمية أمراً طارئاً وتلبية لمرحلة معينة، وإنما وجودها اليوم لا يقل أهمية عن وجودها منذ التأسيس وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: (إن لم تكن هذه الجبهة موجودة لأوجدناها). لقد أثبتت الجبهة وجودها وفعاليتها في كل الاستحقاقات الوطنية والقومية. إن الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني الغاصب بحق أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة فاق الجرائم النازية والفاشية التي عرفها المجتمع البشري، نتوجه بكل فخر واعتزاز إلى المقاومة الفلسطينية البطلة وما تمتلكه من إرادة صلبة في التمسك بالأرض والإصرار على تحريرها وإدراكها في أن الحق لابد وأن يعود لأصحابه طال الزمن أو قصر، ولقد أثبتت هذه المقاومة التي غيرت المعادلات الدولية كما ذكر السيد الرئيس وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمامات العالمية والإقرار بحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

إن سورية العربية بشعبها الصامد وجيشها الباسل وقيادته السياسية الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، ستتمكن من مواجهة المؤامرات كافة التي تستهدف بلدنا والتي تأخذ أشكالاً عدة اقتصادية وسياسية وعسكرية وغيرها وستتمكن من دحرها والانتصار عليها، وتتابع السير في طريقها إلى أن تبلغ أهدافها الوطنية والقومية.

إن القيادة المركزية للجبهة تهنئ القيادات الجبهوية في أحزابها المختلفة وجماهير الشعب العربي السوري، في ذكرى تأسيس الجبهة وتجدد العهد في المضي خلف القيادة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية، رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، حتى تحقيق الانتصار الناجز على الأعداء أينما وجدوا.

دمشق في 7/3/2024م.

القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية

العدد 1105 - 01/5/2024