الأقدام الجبارة تنحت الدرب

أيمن أبو شعر:

قصيدة قصيرة من القصائد القديمة التي كتبتها في حلب كمشروع للتلحين، ولكي تؤديها فرقة سبارتاكوس آنذاك، وبواعثها نقاشات حادة ظهرت آنذاك مع بعض الذين شعروا بالإرهاق، وكان بعضهم يقول: أمامنا صخر ووعر، ولا نرى درباً كي يسير المناضلون فيه… لذا ركزت القصيدة على أن النضال يحتاج إلى صمود ونفس طويل، وأن الخطا الجبارة الواثقة هي التي تصنع الدرب، ولا ينتظر المناضلون طريقاً معبدة نحو النصر ليسيروا فيها بهدوء وكأنهم في استعراض، بل تنحتها أقدامهم للأجيال القادمة بعدهم، وبهذا يتحقق نصف النصر.

لكن للأسف سافرت ولم ينجز آنذاك مشروع التلحين والأداء.

إلا أن القصيدة ظلت نداء، وقد عثرت عليها صدفة، ونشرتها في مجموعتي الأخيرة (تغريبة أهل الشام):

كبرت أغانينا

كَبُرتْ أغانينا

كُنّا نُغنيها

إيقاعَ دربِ مسيرْ

مُذْ سُمِّرت في القاعْ

أقدامُ حادينا

وتعثّرَ الإيقاعْ

باتتْ تُغنّينا

هَدَرتْ نداءَ نَفيرْ

فلْنَجْعَلِ الخَطَواتْ

بِتزامُنِ النَبَضاتْ

فالدربُ صنوُ القلبْ

للخطوِ نحوَ الحُبْ

إنْ لم يَكُن في الأرضْ

دربٌ تُنادينا

ستشقُّها الأَقدامْ

في صخرِ وادينا

يا روعةَ الإِقدامْ

سِرْ – يا هَلا – فينا!

العدد 1105 - 01/5/2024