قصيدتان من بركات لطيف

1

(في عينيكِ)

تنهض من غفوتها الشمس

وعلى جبهتك العذراء

ترسم قُبلتها الأحلام

في عينيكِ

تغرق كلّ نجوم الكون

ترحل أحزان حدائقه

تطوى صحراء الأوهام

في عينيكِ

تهيم دروب النور

تنمو مثل أقاحي الروح

وتفيض بساتين الأنغام

في عينيكِ

تسافر مدن الشوق

تخرج من صمت الكلمات

كي تعلن خاتمة الآلام

2

(يوم معتدل المزاج)

كأن الرياح فقدت شيئاً في شعرها

وأبخرة الغسيل تستر وجهاً يموت عليه الندى ويولد

الخريف يحبس أنفاس ألبسة تبوح برائحة أجساد غرقت في التعب

مرّت الشمس   والحبال تتدلّى بالمراثي

شعر راعيتي تلبّد وعيناها تنتظران قطارات فرح لم تولد

في أقل من دقيقتين حوّلت ما نسمّيه مطبخاً حماماً يحصد عن نجومي الصغار

حبر المعادن ويزيل قوانين العمل

عصفور يلتفّ بالمنشفة يطير إلى الغرفة تحت المطر ساتراً أسراره بيديه

وآخر لم تنظف أطرافه بعد أن استنفد آخر صابونة

مسح منقاره الدامي وتمتم: غداً أيضاً يوم عمل

سحب فيشه من تيار النهار وانطفأ

ضائع أنا بين الجدران

والأحذية الملتوية من الأيام تنظر إليّ بحزن

جاء الشتاء

جاء الشتاء

أبلغ جيوبي العتب

أحوّل نظري

بينما الكلمات، تزرع همّي على الورق

أنتظر حبّي

والحب ما زال يجلي الأواني

ويعيد صحون الطعام التي هربت من العرق

حتى صافحت نظري بإبريق شاي

ابتسمت الغرفة، وابتدأ الفرح، شاخت القبلات، لأن الخريف أسقط الأوراق كلّها

وسحب لحاف الشتاء على جسده وذهب

هذا يوم من الشعر الخام الصافي لا يحتاج إلى نفتالين كي يثبت نفسه على الساحة الثقافية

إنه أدب.

العدد 1104 - 24/4/2024