أتمتة امتحانات الشهادات الثانوية.. صدمة في الامتحانات النصفية.. فهل تتداركها (التربية)؟

رنيم سفر:

طبقت وزارة التربية قرارات مفاجئة بعد خطط قيل إنها تصب في مصلحة الطلاب، ولكنها بعيدة كل البعد عن آمالهم والتطلعات والأحلام الوردية التي رسموها، وبعد خروج طلاب الشهادة الثانوية العامة في أولى امتحاناتهم النصفية الوزارية التجريبية المؤتمتة لمادتي الرياضيات والفلسفة وكلّهم إحباط، فقد أصيب كثيرون بصدمة وقرروا الانسحاب هذا العام، فما أقدموا على دراسته قبل العام الدراسي في عطلة الصيف ذهب مع الريح، فهل كل هذا يصب في مصلحة الطالب؟

إن تطبيق قرار كهذا للعام الدراسي الحالي وقع بشكل مفاجئ على رأس الطالب، الذي بدأ برسم مصيره وأحلامه ومستقبله منذ سنة، ووضع خطة متكاملة ومعاهد صيفية وتدرّب على كل النماذج الامتحانية كي ينجح بأعلى النتائج والعلامات المرضية، ومع أول قرار وزاري يصب جهد من تَعِبَ ودرس واستعد لاستقبال عامه وتحديد مستقبله في الوحل، ليدهس عليه المعنيون دون أن ترف لهم جفون، كأنه لم يكن موجوداً، فهل سنبني مستقبلاً مزدهراً لشبابنا هكذا؟ هل سنحثهم على البقاء والاستمرارية والعطاء بهذا الأسلوب؟ هل سنرمي جهودهم دون أدنى تفكير؟ هل سنقف نحن والزمن عقبة أمام نجاحهم؟ ألم يتم التفكير بالواقع النفسي والصحة النفسية للطالب أثناء ترتيب كل هذه الخطط المبذولة؟ ألم يضع المعنيون في اعتبارهم أن سنة البكالوريا بالنسبة للطالب خط مسيّر لحياته وواقعه وأن هذه السنة منذ الأزل في سورية تشكل ضغطاً نفسياً كبيراً من دون أي زيادات؟ فكيف مع تغيير كامل وشامل في نمط الأسئلة وتحويله إلى أتمتة؟ أي الإجابة لم تعد تجزأ إما العلامة الكاملة أو الصفر حين الخطأ، فعلى سبيل المثال الامتحان النصفي التجريبي في اللاذقية كانت الأسئلة في مادة الرياضيات طويلة بالنسبة للوقت المنسوب إليها وتحتاج إلى وقت أكثر من ذلك، أما مادة الفلسفة فكان وقتها أكثر من اللازم وجيدة نسبياً، وحينما طُرحت هذه الملاحظات ورُفعت إلى وزارة التربية، أكد مدير تربية اللاذقية الأستاذ عمران أبو خليل أن النموذج المطروح نموذج تجريبي لدراسة إجابات الطلاب، وعلى ضوئه يتم الوصول إلى معايرة دقيقة وصحيحة من كل الجوانب، ويتم ذلك من قبل مركز القياس والتقويم في وزارة التربية لتحديد المناسب للطالب، وأوضح أيضاً أن النموذج التجريبي هو تعويم وتدريب على طبيعة الأسئلة المؤتمتة وستكون أسئلة الامتحان النهائي مناسبة للوقت ولن تكون صعبة لمن درس المقرر كاملاً، فكل الأسئلة من ضمن دفتي الكتاب، علماً أن الوزارة تراعي كل الفروق الفردية في الأسئلة، إذ أن هناك نسبة من الأسئلة للطالب الجيد ونسبة أخرى للجيد جداً، ونسبة بسيطة للمتميز والمبدع.

ولكن إن أمعنا النظر فإن الطالب في النموذج الامتحاني السابق كان قد اعتاد عليه نتيجة تعديله السابق، ويأتي نمط الأسئلة المؤتمتة. وفي ظل الواقع الاقتصادي الصعب فإن الأهالي يقطعون من لحم أكتافهم ليبنوا مستقبل أولادهم من تسجيلهم في المعاهد كي ينالوا أفضل النتائج والصرف الرهيب الذي يتم في هذه السنة، كل هذا أيضاً ذهب مع الريح وتبعثر مع الأحلام المستقبلية، والحقيقة أن حالة الفزع مسيطرة على الطلاب وأكثرهم متردد من الإقبال على التسجيل النهائي للامتحانات ويريد التريث ريثما يتم رؤية الوضع والنموذج النهائي المعتمد، للدراسة الجيدة في السنة القادمة على أساس هذه النموذج فهل كل هذه الجوانب تصب في مصلحة الطالب؟ أم أن هذه الجوانب لم تكن ضمن الخطط الوزارية؟؟

 

العدد 1104 - 24/4/2024