الجمل بليرة.. ولكن!

ديب حسن:

كعادتها لم تتأخر (السورية للتجارة) عن ممارسة فعلها الروتيني الذي اعتدنا عليه، وينتظره الكثيرون من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يكدسون كل ساعة ربحاً جديداً يضاف إلى أرباح أخرى كانت حاصلة مع بيع السلع.

السورية ترفع أسعار الرز والسكر والزيت ولا أدري ما النسبة.. كيلو الرز الهندي الذي ترى اسمه على البطاقة وهو غير موجود في المؤسسات أبداً، كان سعره في السوق ١٢ ألفاً وفي المؤسسة السعر نفسه، رُفع سعره في المؤسسة فارتفع في السوق..وقس على ذلك!

لن نسأل عن فكرة التدخل الإيجابي أين هي؟

ولكن السؤال: إذا كانت هذه السلعة لدى البائع موجودة وقد مر عليها عدة ارتفاعات للسعر.. فكم يكون ربحه؟

قد يقول أحد ما: سوف يضطرّ إلى تأمينها بسعر مرتفع.. هذا صحيح لكنها بحسب الربح المرتفع أيضااً.

المشكلة أن (السورية) ترفع أسعارها وسعر الصرف يتبدل طبعاً ارتفاعاً، وطبعاً كل حالة تزيد الارتفاع، ولم نتحدث بعد عن ارتفاع الوقود وأجور النقل وما يسمّونه الآن ضرائب جديدة سوف ندفعها نحن المواطنين.

والمفارقة أن كل شيء موجود كما يقال حتى لبن العصفور، ولكن أيضاً على سبيل المثل (الجمل بليرة وليرة ما فيه)!

إنها مفارقات الألم والمعاناة، غربان الطمع لا تشبع، كل ساعة ثمة سعر يرتفع وقيمة ما معك إن بقي شيء تتراجع، لا الدواء يرحمك ولا الخبز ولا أي شيء.

ولنا السؤال وهو الجرح المفتوح: إلى متى؟ كيف يهنأ من يستغل حاجات الناس بلقمة عيشه.. ماذا سيفعلون بما كدّسوا من مليارات؟

سيقولون: إنه الحصار.. نعم، إنه شماعة لا تنتهي، وأعتقد أنه لو لم يكن لطالب به بعض المستغلين.. صحيح أن كثيراً من دول العالم عانت ما عانينا لكننا لم نجد من يفعل ما يفعله بعضنا.. كفى!

نقلاً عن جريدة (الثورة) السورية

العدد 1105 - 01/5/2024