ماذا ينتظرنا في العام الجديد؟

رنيم سفر:

كل عام وأنتم بخير!

انتهت أيام عام ٢٠٢٣م بكل متاعبه ووعوده وآماله، وسيبدأ عام جديد مع وعود جديدة وآمال مختلفة، استطعنا أن نبقى أحياء وتجاوزنا الصعوبات الاقتصادية الرهيبة التي مررنا بها، ولكن ماذا ينتظرنا في العام الجديد؟

منذ سنين عدّة كنا ننتظر يوم رأس السنة بفارغ الصبر كي نرى الأجواء الجميلة ونحتفل، ونطهو أشهى المأكولات، ونشاهد التلفاز لنستمتع مع أجمل المشاهير في هذا اليوم المميز، ولكن بعد ما رأيناه من حروبٍ وأزمات وكوارث، أصبحت ليلة رأس السنة ليلة مثلها مثل غيرها، ولكن الشيء المميز بها أننا نأمل رؤية الكهرباء فترة أطول من المعتاد، ولكن الأيام تتكرر متشابهة وحلمنا بإضاءة منازلنا منهدر مع أحلامنا المنسية، فلا كهرباء في الأيام العادية لتكون أكثر في هذا اليوم المميز، فماذا ننتظر بَعد؟! نحن ننتظر بفارغ الصبر هذا اليوم لسماع توقعات يريدها عقلنا لتبوء بالفشل، لكننا نصبّر أنفسنا بها، فهي إبرة مورفين لتسكين عقولنا للتحمل، ولتصبير أجسادنا على البرد دون تدفئة، بلا مازوت ولا وسائل متاحة للدفء، وعلى التعب والركض لتأمين قوت يومنا بأكثر من عملٍ في اليوم الواحد، وعلى تحمل غلاء الأسعار وانخفاض الأجور والتدهور الاقتصادي الذي نعيشه، نحن شعبٌ يأكل ليعيش فقط وما كنا نطهوه قديماً برأس السنة بات حلماً للبعض، نحلم أن نعود كما كنا فقد كان للأمل مكان في قلوبنا، وكانت الوعود إن قيلت فهناك أمل لتنفيذها، أما اليوم فلا وعود تنفذ وما أسهل الكلام ولا يقين بغدٍ ليكون لدينا يقين بأن العام الجديد سيمر بخير، لكن نتمنى السلامة للجميع وندعو بتحسين الأوضاع فللصبر حدود.

فكل عام ونحن نسمع وعوداً بالتحسن ولا تتحسن بل تتدهور، وكل عام تتدهور الأوضاع الاقتصادية أكثر فلا قيمة لليرتنا السورية أكثر من السابق، وكل عام تزداد البطالة ويزداد الجوع أكثر من سابقه، وكل عام نتمنى أن يزرع الصبر في قلوبنا أكثر فأكثر وكل عام نترحم على العام السابق ونقول كنا بأحسن حال ليته يعود، نأمل أن نكون في عام ٢٠٢٤م أفضل وبوضع أفضل، ودمتم ودمنا سالمين!

العدد 1105 - 01/5/2024