لا يمكن علاج السرطان إلا باجتثاثه

السويداء_ معين حمد العماطوري:

يعرف السرطان أنه خلية شاذة يهاجم الخلايا السليمة بالجسم ويقضي عليها، ما يسبب ضعف المقاومة ونقص في المناعة لجسم الانسان وبالتالي يفقد المصاب حياته بسرعة، خاصة إذا كانت الإصابة بالجهاز الهضمي أو التنفسي.

قد يسأل البعض: وماذا بعد فيما يخص واقعنا المرير؟

لقد أثبت واضعو السياسة الاقتصادية والسعرية بسورية أنهم أقرب إلى السرطان، وتمنياتنا لهم وعليهم أن يكون بين خلاياهم السليمة، لأن اجتثاثهم بات ضرورة ولا يمكن التخلص منهم إلا من خلال هذا المرض.

سؤال الشارع: ما المبرر؟

الفقير يسأل: ما معنى أن ترتفع أسعار الدواء خلال فترة زمنية قصيرة بأكثر من ٥٠٠ بالمئة؟

وأسعار المواد الغذائية أيضاً وخاصة حليب الأطفال؟

وكذلك المحروقات بأنواعها وأهمها البنزين؟

فإذا أردنا أن نبرر هذا الإجراء الليلي لدى الحكومة فإن البرهان واضح وجلي:

أولاً_ الغاية من رفع أسعار المواد الغذائية أنها لا تريد حياة للفقراء في وطننا الأم، ولابد من موتهم جوعاً وقهراً وإذلالاً، ذلك أنه من لم يمت بفعل الإرهاب يجب أن يموت بإجراءات رفع الأسعار.

ثانياً_ جاء رفع أسعار الأدوية للقضاء على كل متقاعد ومريض، لان تأمين الدواء بأسعار خيالية وبراتب لا يتجاوز ٢٠٠ ألف ليرة، لا يكفي لتأمين الدواء، وهذه معادلة لا تحتاج إلى التفكير والتبرير، الرغبة بإبقاء المواطن الذي مازال يعمل خدمة للفساد والمفسدين بأجهزة الحكومة، ولا يجوز تقديم أي خدمة للمتقاعدين سوى أقل من ثمن الدواء، ولا ضير في عدم إمكانية توفير قيمته، يعني الموت المحقق وهذا يعتبر خدمة لمؤسسة التأمين من جهة، ونزولا عند رغبة مافيات شركات الأدوية لزيادة أرباحهم بحجة سعر الصرف وتوفير المواد المستوردة من جهة ثانية.

وإثبات بالدليل القاطع أن الحياة لا تصلح إلا لفئات معينة من أصحاب رؤوس الأموال والمناصب.

ثالثاً_ إن انعكاس رفع سعر الحليب وأدوية الاطفال مؤشر واضح أنهم لا يرغبون بنمو الإنسان والاكتفاء فقط بأحياء أبناء أصحاب المال والمسؤولين لتأمين لهم ما يرغبون مستقبلاً، وهي خطة سرطانية بجسم الوطن وعدم نمو خلايا سليمة لمقاومة الخلايا السرطانية سواء إن كانت خارجية ام داخلية وربما الداخلية أخطر، لان نمو الأطفال ليصبحوا شباباً يساهمون برفد الاقتصاد الوطني هي المناعة الحقيقية في مقاومة السرطان وتوقف النمو الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، وهذا لا يقبل به أصحاب القرار.. وبالنسبة لهم كان لابد من رفع أسعار الأدوية وحليب الأطفال للقضاء عليهم.

رابعاً_ رفع سعر المحروقات الذي ينعكس سلباً على رفع أجور النقل سواء تحقق ذلك بإجراء حكومي أو لم يتم، اذ ما أن يصدر قرار رفع سعر المحروقات حتى ترتفع تلقائياً أجور النقل وبالطبع ما ينطبق على النقل ينطبق على التجار كافة.

وهذا مؤشر آخر أن المعنيين لا يرغبون بإيصال العاملين إلى مراكز عملهم بالوقت المحدد وتطوير عجلة الإنتاج للمساهمة بتحسين الاقتصاد الوطني، بل رفع سعر المحروقات وأجور النقل إثبات على عدم رغبة واضعي السياسة الاقتصادية والسعرية مساهمة الطبقة العاملة باستمرار الحياة الوطنية.

نلاحظ من جميع الإجراءات الإدارية والمالية والاقتصادية التي تعمل عليها الجهات المعنية تشير بشكل واضح أنها تسعى للقضاء على المواطن وتشرعن الفساد والرشوة، وتقف حاجز في التنمية الوطنية والاستقرار وتفعل كما السرطان بمهاجمة الخلايا السليمة من خلال مهاجمتها قوت المواطن اليومي وإضعاف مناعته، وتحاول القضاء على الأطفال والشباب عماد التنمية الوطنية المستقبلية، وأصحاب الخبرات العاملين والمتقاعدين، والأهم عدم رغبتها وصول العامل إلى مركز عمله لتطوير عجلة الإنتاج، ولعمري مؤشر سرطاني واضح يسعى للقضاء على خلايا المواطن السليمة وموته عنوة.. وعلى المكون الوطني التنموي.

العلاج لا يكون إلا بإزالة السبب والمسبب والسرطان لا يعالج إلا باجتثاث خلاياه، مع جرعات وقائية منه.

أصوات تصرخ وتعلو مطالبة باجتثاث واضعي السياسة الاقتصادية والسعرية في وطننا الذي لن نقبل عنه بديلاً مهما حاولوا زرع خلاياهم السرطانية في أجساد السوريين… ولابد من التخلص من سرطانهم لإنقاذ ما تبقى من حياتنا الوطنية والمعيشية، إذا بقي حياة عند المواطن.

العدد 1105 - 01/5/2024