واقع ذوي الإعاقة ما بين ظروف قاسية وأمنيات صعبة المنال

د.عبادة دعدوش:

لنبدأ أولاً بالتعرّف على تلك الشريحة علمياً..

من هم أصحاب الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة؟

هم أشخاص مصابون بقصور كُلّيّ أو جزئي بشكل مستقر في قدراتهم الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التعليمية أو النفسية إلى المدى الذي يُقلّل من إمكانية تلبية متطلباتهم العادية في ظروف أمثالهم من غير المعوقين.

نحن نعلم أن مصطلح الاحتياجات الخاصة يظهر في التشخيص السريري والتطور الوظيفي لوصف الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة بسبب الإعاقة، التي قد تكون حسية أو عقلية أو نفسية، وهو مصطلح واسع يشمل أيٍّاً من الصعوبات المختلفة مثل الإعاقة الجسدية أو السلوكية أو التعليمية التي تستدعي أن يطلب الفرد خدمات إضافية أو مُتخصّصة مثل التعليم أو الترفيه. وهؤلاء هم من يحتاجون لرعاية أكبر واهتمام بالغ بجوانب كثيرة لأنهم يستحقون وقادرون عندما يجدون الدعم المناسب. ولذلك برزت العديد من المؤسسات والجمعيات التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين متطلباتهم والرعاية الصحية والسلوكية لهم، والعمل على تطوير قدراتهم وإبراز الجانب القوي في شخصياتهم.

لكن مع ذلك نجد أن ذوي الإعاقة يعانون اليوم من عدّة مشكلات اقتصادية واجتماعية، ومشكلات تتعلق بالرعاية الأسرية والصحية والتعليمة لجهل الأهل بالتعامل مع تلك الحالات وعدم إدراكهم لحجم خطورتها في حال لم تتلقَّ الرعاية والاهتمام اللازمين. وهذه كلها تمثل تحديات تحول دون اندماجهم في المجتمع ليكونوا قطاعاً منتجاً وفعّالاً، مثلما يكون لهم دور أساسي في الحياة، وليس عبئاً ثقيلاً على أُسرهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.

وفي سورية مع وجود التردي في الأوضاع المعيشية، هناك عائلات أهملت نفسها وتم إهمالها فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين متطلباتهم كونهم بحاجة إلى الأدوية والتعليم والتغذية، وهذا ما يجعل الأسر الفقيرة التي فيها أطفال من ذوي الإعاقة تعيش كارثة حقيقية ومعاناة دائمة مع هذه الشريحة.

وهنا يقع على عاتق الحكومات التوسّع في بناء المؤسسات المختصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم كل ما يلزم لهم ودمجهم مع أفراد المجتمع وتكثيف الجهود المبذولة ببقية الجمعيات والمراكز والمدراس لكل ما يتم تقديمه لتلك الشريحة.

وقد تمَّ تخصيص الثالث من كانون الأول من كل عام، كيوم عالمي لذوي الإعاقة يتم فيه إشراك تلك الفئة في نشاطات وفعّاليات مُتعدّدة تُبرز قوتهم ومواهبهم وقدراتهم وتمكّنهم من حيازة المراكز الأولى في التعليم.

ذوو الإعاقة هم أشخاص يملكون الكثير من الحب والكثير من القدرات الكامنة والتي تحتاج لمن يوجهها ويبرزها بطريقة صحيحة، فهلّا قمنا أفراداً ومؤسسات وحكومات بكل ما يمكّنهم من الوصول إلى ما يبتغون؟

العدد 1105 - 01/5/2024