بعيدهم.. صحفيو السويداء لم يحتفلوا!

السويداء – معين حمد العماطوري:

مر عيد الصحفيين وكأنه لم يكن، فحينما تشعر بفقدان الإدارة الناجحة لاتحاد الصحفيين واتباع أسلوب المزاجية والتبعية في التفكير والأداء، فإن النتيجة الطبيعية أن يمر عيد الصحفيين دون ابتسامة من الصحفيين أنفسهم.

ولكن السؤال الأهم: لماذا احتفل صحفيو المحافظات عدا السويداء؟

هل عمل فرع الاتحاد ومشاغله محصورة بتلبية دعوات الولائم والمناسبات والظهور الاستعراضي الاجتماعي الحامل براثن لا نريد الدخول بتفاصيلها لأن الشيطان لنا بالمرصاد.

من جهة ثانية، أين الجهات الحكومية المعنية؟ ولماذا تعمدت تطنيش مناسبة الصحفيين؟

يبدو أنهم لا يعترفون علينا إلا في اللحظة التي يريدون بها تلميعهم لتغطية منجزاتهم.. وفهمكم كفاية.

الأهم إذا كان تعريف الصحافة أنها تاريخ اللحظة فما عسانا نؤرخ اليوم؟ الفساد بأنواعه وأشكاله في عيد الصحفيين الذي مر دون أن يلتقي الصحفيون معاً في عيدهم، وحتى إذا التقوا ترى متسلقي المهنة باتوا كنمل شجر ليس لهم هوية أو مصدر، فكلما اتبع شخص دورة تدريبية في الإعلام، بغض النظر عن المهنية والأسلوب يصبح إعلامياً سواء كتب أم لم يكتب، وإذا كان نشيطاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحصل على شهادات وتكريمات وصولاً إلى الدكتوراه الفخرية. وفي حال امتلك جوّالاً حديثاً يصبح إعلامياً في أنواع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.. بل بعد أيام قليلة يعرّف عليه بالأوساط الاجتماعية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلامي الكبير وهو ما زال يحبو في كتابة ما يجب كتابته.

الاسوأ من ذلك، حينما يشرعن المعنيون في اتحاد الصحفيين شخصيات ووسائل أطلقت على نفسها إعلام من خلال حضور لقاءات اجتماعية مع أصحابها بقصد البروز الاجتماعي والاستفادة بطريقة غير شرعية دون محاسبة.. تشعر أن الأمر بات مدبراً لتدمير مصداقية الصحافة والصحفيين، وبالتالي تصل إلى قناعة أنه لا ضير إذا مر عيد الصحفيين بهذا الشكل.. يقيناً أن الصحفيين لن يكون لهم دور في التعبير عن عيدهم بعد اختراق الأوساط المتساقطة والمتسلقة لمهنيتهم.

وأخيراً لابد أن أعترف أنه يوجد فيما بيننا زملاء في الإعلام والصحافة يستحقون منا ومن كل شريف أن نقول لهم: كل عام وأنتم بألف خير!

العدد 1104 - 24/4/2024