وأخيراً.. الحكومة فقأت الدملة!

السويداء_ معين حمد العماطوري:

لم يعد المواطن يحتاج إلى نظام إداري أو قرارات حكومية من شأنها أن تبني جسور العلاقة فيما بينهما، بعد أن تجلّى التعاون الوثيق بين الحكومة ومجلس الشعب على نهبه وتدميره وتطفيشه عنوة، فقد وضعوا اتفاقاً مبرماً يتضمن أن على كل عضو مجلس الشعب أو عضو في الحكومة، عند انتهاء صلاحيته، أن يرحل إلى خارج البلاد ومهامه ميسرة، طبعا هذا شرط الاتفاق بينهما وإلا فلا يمكن لأي منهم بعد إصدار تلك القرارات الجائرة أن يعيش في البلاد على راتبه.. لأن ذلك ضربٌ من الجنون.

ما إن صدرت القرارات الليلية برفع سعر البنزين والمازوت حتى تداعت المحطات لاحتكار ما تبقى لديها من كميات مخزنة، بعد أن ارتفع سعرها ثلاثة أضعاف.. فتأمل يا رعاك الله حكومة قراراتها ليلية!

وأخيراً، الحكومة فقأت الدمّلة ورفعت الدعم.. ولهذا فإن السوق بات يعتمد العرض والطلب، وهي غير قادرة على تحديد سياسية سعرية أو التحكم بسعر الصرف أو طرح حلول من شأنها طمأنة المواطن على حياته اليومية، فما مبرر وجودها؟

سعر البنزين والمازوت تعلق بالعرض والطلب، يعني ارتفعت معه أسعار مئات المواد الغذائية والبديلة؟

لعل السؤال هل هي تمهيد للعودة إلى زمن ركب الحمير بدل السيارات؟

لأن مالكي السيارات بدؤوا ببيع سياراتهم، وممنوع ركب سيارة إلا للمسؤول الذي استطاع أن يجوّع أهله ويزيد من نسبة الفقر والفساد، لأن ذلك أحد أهم شروط بقائه بموقعه.

أخيراً، بعد صدور القرارات الليلية المجحفة، ارتفع صوت الشارع بالسويداء مطالباً سلمياً بتعديل تلك القرارات وإثبات مدى التزام الحكومة ومجلس الشعب بارتباطها بالشعب وإلا الحذر من ثورة الجياع، فقد باتت قاب قوسين أو أدنى!

العدد 1104 - 24/4/2024