وزير الموارد المائية يزور السويداء | وعود ساخنة.. تنتظر التنفيذ

 السويداء- معين حمد العماطوري:

يبدو أن تصريحات وزير الموارد المائية خلال زيارته منذ أيام إلى السويداء حملت في مضمونها أولويات ساخنة بحرارة الجوّ، وقد انحصرت في أن الوزارة ستعمل على إصلاح كل الغواطس، ومجموعات التوليد المعطلة، ولكن هل تلك الوعود ترى النور على أرض الواقع؟ والمثل الشعبي يقول: (الميّ بتكذّب الغطاس)، وأعطال مياه السويداء في الغطاسات والمولدات.

تحمل ذاكرة أهالي السويداء العديد من الوعود التي ظلت حبراً على ورق أو تبخرت عبر فضاء المكان، وأثناء زيارة وزير الموارد المائية للمحافظة، اطلع على ما يعانيه أبناء السويداء ريفاً ومدينة من أزمة مياه خانقة، بسبب التعطل شبه الدائم للآبار الارتوازية نتيجة احتراق مضخاتها الغاطسة، والعوز المائي الشديد، وإدارة المعنيين بالمحافظة لم يستطيعوا إيجاد الحلول الناجعة رغم ملازمتهم للمشكلة.. لعل السؤال الأهمّ: هل تثمر زيارة وزير الموارد المائية للسويداء بإنهاء تلك الأزمة التي تفاقمت أكثر فأكثر مع حرارة شمس الصيف الحار؟ أم ستبقى مثل سابقاتها (على الوعد يا كمون!)؟

في مقرّ مؤسسة المياه بالسويداء، وخلال عقد الاجتماع التخصصي، أكد وزير الموارد المائية أن أولوية الوزارة تكمن بضرورة إصلاح الغواطس ومجموعات التوليد المعطلة، وتأمين مادة المحروقات للمولدات، وذلك للحد من مشكلة المياه المتفاقمة على ساحة المحافظة.

علماً أنه يوجد 60 غاطساً و85 مجموعة توليد معطلة، وأشار السيد الوزير إلى العمل على محاسبة كل من يثبت تورطه بقضايا فساد في المؤسسة، ولا يوجد أحد فوق القانون، وتعمل الأجهزة الرقابية على التحقيق بعدد من المخالفات في المؤسسة وننتظر نتائج التحقيق النهائية ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.

ومن ناحية ثانية لفت السيد الوزير إلى أن خطة المؤسسة المالية لهذا العام تبلغ 13 مليار ليرة، خصص جزء منها لتسديد الديون المتراكمة على المؤسسة والمقدرة بنحو 15 مليار ليرة، وتنفيذ عدد من المشاريع المائية على ساحة المحافظة لتحسين الواقع المائي حسب الأولوية، كما تم التنسيق مع المنظمات المانحة لإصلاح عدد من الآبار الارتوازية المعطلة، وإعادة تأهيل وصيانة 7 آبار في المحافظة، بتكلفة تجاوزت 9 مليارات ل. س، مع تأمين 10 غواطس و10 محركات أخرى لزوم الغواطس المعطلة بتكلفة مالية بلغت 3 مليارات ليرة، عدا إعادة تأهيل 5 صهاريج مياه لتأمين مياه الشرب للأهالي.

وأشار إلى أن المؤسسة سبق أن قامت بإصلاح 20 مجموعة توليد، ويجري إصلاح 17 مضخة غاطسة، وذلك ضمن عقد الصيانة البالغة قيمته 600 مليون ليرة الذي نفذ 30 بالمئة من قيمته، والوزارة على استعداد لتسهيل كل الإجراءات اللازمة للتعاقد على إصلاح مجموعات التوليد أو المضخات الغاطسة، مؤكداً أن هناك تنسيقاً ما بين وزارة الموارد المائية ووزارة المالية حول إمكانية زيادة اعتماد مؤسسة مياه السويداء، بغية تسديد الديون المتراكمة عليها.

وقدم محافظ السويداء شرحاً تفصيلياً عن واقع المياه، إذ يوجد 328 بئراً ارتوازية مخصصة لمياه الشرب، منها 59 بئراً خارج الاستثمار المائي بسبب جفاف بعضها، وسقوط التجهيزات ببعضها الآخر، إضافة إلى وجود 85 بئراً ارتوازية بحاجة إلى مضخات غاطسة، و20  بئراً بحاجة إلى تجهيزات كاملة، يبقى المستثمر 164 بئراً فقط، ولفت السيد المحافظ أن محافظة السويداء تعاني من عدم توافر مصادر مائية دائمة، سوى الآبار الارتوازية، فالسدود تساهم فقط بـ 22  بالمئة من هذه المصادر، ومساهمتها في ظل وصول تخزينها للحجم الميت تراجعت كثيراً، وما زاد من المعاناة جفاف نبع المزيريب الذي كان له دور كبير سابقاً في تأمين المياه لمدينة السويداء، ولتحسين الواقع المائي في المحافظة من المفترض زيادة كمية التغذية الكهربائية للمحافظة إلى 100 ميغا كحد أدنى، وحل موضوع إصلاح مجموعات التوليد، مع توفير اعتماد مالي إضافي زيادة على خطتها السنوية.

لعل مطالب المحافظ شكلت رؤية في كيفية تفادي الموسم، وليست حل المشكلة بشكلها النهائي، لأن مؤسسة المياه تعاني من مشاكل كثيرة أهمها الفساد الإداري والمالي، والثاني نقص موارد الكهرباء والمحروقات، وثالثاً المتابعة.

ولكن كيف يمكن لموظف المياه بالمقابل أن يؤمّ معيشة أسرته براتب لا يتجاوز 120 ألف ل. س وتكاليف المعيشة تتجاوز بالحد الأدنى مليونَيْ ليرة؟

وأيضاً كيف يمكن تأمين كوادر علمية وفنية والاستقالات باتت بالجملة؟

والأهم من هذا وذاك: هل الوعود الساخنة لوزارة الموارد المائية يمكن أن تتجاوز ساحة السير في المحافظة قبل أن تبخرها درجات الحرارة الطبيعية؟

أم نبقى على الوعد يا كمون .. لعلنا نشرب الماء من إكسير الحياة؟!

العدد 1105 - 01/5/2024