طرطوس بحاجة ماسّة إلى طرق زراعية

رمضان إبراهيم:

في ظل ازدياد المشاكل التي تعترض العملية الزراعية وتعاظمها في البلاد عموماً وطرطوس خصوصاً، يمكننا القول وبوضوح إن النوايا الحسنة وحدها تجاه قطاعنا الزراعي لا تعالج مشكلاته ولا تحل معاناة العاملين فيه ولا تزيد إنتاجه ولا تعيد إعمار ما دمره الاٍرهاب في كل مجالاته، إنما لا بدّ من خطوات عملية وعلمية تقوم بها الحكومة ومؤسساتها ذات العلاقة بحيث يكون عملها مبنياً على خطط وبرامج تنفيذية تؤدي دون تأخير إلى تخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج وتأمينها بمواصفات مضمونة للفلاحين، وتطوير واقع وحداتنا الإرشادية من حيث كوادرها وإمكاناتها وعلاقتها مع الفلاح ومتابعة شؤون الإنتاج وشجونه، وكل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية التي يتعرض لها، ومكافحة الأمراض وقاية وعلاجاً، وعدم ترك الفلاح تحت رحمة الأضرار والخسائر والصعوبات، وصولاً إلى التسويق اللازم للإنتاج داخلياً وللفائض منه خارجياً بأسعار تغطي التكلفة مع هامش ربح مقبول.

إضافة إلى ما سبق نشير مجدداً إلى مشروع مهم جداً وضروري للقطاع الزراعي لجهة الاهتمام بالأراضي الزراعية وتقديم الخدمات اللازمة لها ولمزروعاتها وأشجارها، وزيادة إنتاجها كمّاً ونوعاً، إنه مشروع الطرق الزراعية الذي توقف بشكل شبه كامل بعد تحويله من مديريات الزراعة إلى مديريات الخدمات الفنية في المحافظات منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، فقد أهملت المحافظات ومكاتبها التنفيذية الطرق الزراعية لصالح الطرق الخدمية التي دمجت مع بعضها في الخطط والموازنات السنوية.

هذا المشروع يجب أن يُستأنف العمل فيه اليوم قبل الغد، علماً أن وزير الإدارة المحلية وعد ثم وافق على أن تكون نسبة 30 ‎%‎ من خطط الخدمات الفنية للطرق الزراعية، لكن رغم ذلك لم نلمس التنفيذ على ارض الواقع لأسباب مختلفة.

وفِي هذا المجال نذكّر مجدداً بأن معظم الأراضي الزراعية في ريف طرطوس يصعب الوصول إليها وخدمتها من قبل الفلاحين  لافتقارها للطرق الزراعية هذا من جهة، ومن جهة ثانية يصعب الوصول إليها في حال وجود حريق_ لا سمح الله_ للتعامل معه وإطفائه، وبالتالي نجد أن واقع أشجار الزيتون وغير الزيتون فيها لا يسرّ أحداً من الفلاحين والمواطنين والمعنيين، لذلك نرى ضرورة أن تبادر الجهات المحلية ذات العلاقة لدراسة الواقع بالتعاون مع المجتمع الأهلي، ووضع خطط لشق طرق جديدة وتعبيدها وفق أسس ومعايير موضوعية، ثم إقرار برامج تنفيذية لها وفق أولويات محددة وعلى ضوء الاعتمادات المالية المتوافرة من موازنة الدولة، أو من قبل رجال مال وأعمال كل في قريته أو بلدته أو منطقته ومبادرة رجل الأعمال مهران خوندة في ريف القدموس التي أطلقها منذ أربع سنوات وشقّ من خلالها نحو ستين كيلو متراً من الطرق الزراعية بآليات يملكها، بعد تنازل الفلاحين عن مساراتها مازالت ماثلة للعيان ونموذجاً يحتذى به رغم عدم تعبيد وإكساء معظم هذه الطرق حتى الآن، بل إن بعضها قد خربته مياه الشتاء بكل أسف!

 

العدد 1104 - 24/4/2024