وقفة تضامنية من السويداء: الجولان سوري

السويداء – معين حمد العماطوري:

علت أصوات أهالي السويداء شيوخاً وشباباً وفئات مجتمعية متنوعة وقيادات اجتماعية ودينية وسياسية ورسمية، وذلك تضامنا مع أهلنا في الجولان السوري المحتل ووقفتهم البطولية المشرفة ضد  ممارسات العدو  الإسرائيلي الذي يحاول اغتصاب الأرض ضارباً بقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والانسانية عرض الحائط، فقد سطر أهل الجولان خلال اليومين الماضيين أروع ملاحم البطولة والفداء في تصديهم لآلة القمع الإسرائيلية، بعد محاولتها السيطرة على أراضيهم الزراعية المزروعة بالأشجار المثمرة،  لتمرير مشروعاتهم الاستيطانية التوربينات الهوائية.

السويداء التي وقف أهلها يناشدون إخوتهم بالجولان شيوخاً وشباباً أن ثباتهم وتشبثهم بالأرض بات نموذجاً للعالم أجمع، وصمودهم هو الرد الاقوى من طغيان كل آلات القمع التي استخدمتها قوات الاحتلال التي لن تثنيهم في الدفاع عن أراضيهم وعدم التنازل عنها.

موقف أهلنا في الجولان يجدد التذكير أن هؤلاء الأماجد لديهم ثوابت في الانتماء والرابط، فوقوفهم ضد مخططات المحتل الصهيوني لم يكن نزوة أو شعاراً بل هو ارتباط وثقافة وأن الجولان سيبقى عربياً سورياً في الهوية والانتماء، وهو عائد إلى حضن الوطن مهما طال زمن الباطل وسيأتي الحق ويخمده إن الباطل كان زهوقاً.

لقد برهنت الوقفة التضامنية بالسويداء أن ثقافة الموقف البطولي لا تتجزأ.

فقد عبر شيوخ السويداء أن الموقف المشرف لأبناء الجولان شيوخاً وشباباً ونساء وأطفالاً في تصديهم لقوات الاحتلال الصهيوني وإفشال مشروعها الاستيطاني، هو امتداد لصمود أهلنا في الماضي لدحر الاستعمارين العثماني والفرنسي، وموقف أهالي الجولان اليوم أعاد إلى الأذهان التاريخ السوري النضالي ضد أشكال الاستعمار كافة، وما صمود شعبنا السوري إلا انتصار لفكره وانتمائه منذ فجر التاريخ إلى يومنا الحاضر.

وأكدت الفعاليات المشاركة في الوقفة التضامنية أن فعلهم النضالي تعبير عن وقوف جميع السوريين إلى جانب أهل الجولان وثقافتهم الوطنية في أسلوب المقاومة للسياسات التعسفية بحقهم والتي حاول أعداء الخير والإنسانية ويحاولون كسر إرادتهم الوطنية التي قوبلت بالتصدي لها وإفشالها.

اخيراً قالها شيوخ الجولان في الماضي قولاً وفعلاً حينما خاضوا معارك الكرم والكرامة وصدحت نخواتهم مرددة بين عماماتهم البيضاء وقلوبهم الوطنية رفضهم لأي هوية سوى الهوية السورية، وهاهم اليوم يرفضون استبدال موقفهم بالأرض إلا أرضهم وناشدوا العقول والضمائر بصوتهم الجبلي قائلين:

جولان وانت عزنا

كيد العدا ما هزنا

لعين عينك يا وطن

نموت واحنا بعزنا

هذا الجولان وهذه حناجر أبناء السويداء ترسل التحية لإخوتهم الذين ما زالوا محافظين على هويتهم السورية رغم اشتداد ظلمة الظالمين والليل الأسود الداكن بالمؤامرات والأعمال القمعية.. وسيبقى الجولان عربياً سورياً.

العدد 1105 - 01/5/2024