لا تجهضوا تفاؤل السوريين!

كتب رئيس التحرير:

بعد التحولات الانعطافية الجارية على الصعيد السياسي والاقتصادي العالميين، وما تركته من تأثيرات على الفكر والممارسة لدى القادة والسياسيين في أرجاء العالم، وبعد تقارب عربي باتجاه سورية، أثمر عن عودتها إلى الجامعة العربية، برز لدى المواطنين السوريين شعور بالتفاؤل باقتراب الحل النهائي لأزمتهم التي أدمتهم.. وأرهقتهم.. وهجرتهم قسراً، ودفعتهم بقوة إلى هاوية الفقر، وهدمت وأحرقت أجمل ما بنته أيديهم المعطاءة عبر عقود.

ورغم أن تفاؤلهم هذا كان حذراً بسبب تعقّد الخيوط وتشابكها، واختلاف المصالح والنوايا لدى الدول المتداخلة في الأزمة السورية، إلا أنه كان تفاؤلاً مبرراً بعد مستجدات أظهرت تغيراً نوعياً في سبل معالجة هذه الأزمة باتجاه الحوار.. والتسوية، وتغليب المصالح العربية والإقليمية وإنهاء عذابات السوريين.

ونذكّر هنا أن التفاؤل يعني انحساراً تدريجياً لمشاعر اليأس التي خيمت على المواطنين السوريين بعد تصاعد معاناتهم إلى درجة مأسوية. ويعني تنامي قدرتهم على الصمود في مواجهة الآتي.. ويعني أيضاً التصاقاً أكثر فأكثر بالمصالح الوطنية العليا، وفي مقدمتها وحدة الوطن الشعب وسيادتهما.

ونعتقد أن على أصحاب القرار في البلاد زيادة جرعات هذا التفاؤل يوماً بعد يوم، واستثماره في زياد القدرات في الداخل، تمهيداً لتنفيذ الاستحقاقات القادمة، والتي نظنها استحقاقات مصيرية لوطننا وشعبنا، وهذا ما يتطلب حسب اعتقادنا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، حزمة من الخطوات:

1- متابعة السعي لإنجاح الجهود السلمية لحل الأزمة السورية، مع الحرص، كل الحرص، على التمسك بالثوابت الوطنية.

2- مواجهة الاحتلال الأمريكي والتركي للأراضي السورية بجميع أشكال المواجهة.

3- استمرار الدعم الحكومي للفئات الفقيرة، والتراجع عن أي خطط لإلغائه أو تخفيضه في مرحلة هي الأدق.. والأخطر في تاريخ سورية المعاصر.. فتفاؤل السوريين يجب ألا يجهض بفعل قرارات صادمة تعيدهم إلى خانة اليأس.

الإدارة الأمريكية تحضر تشريعات جديدة لتشديد العقوبات على سورية، وهي تصعّد من وجودها العسكري واللوجيستي على الأرض السورية، وصمود السوريين عامل حاسم في مواجهة السيناريوهات الأمريكية القادمة، لذلك نرى أن أي إجراءات تزيد من عذابات المواطنين السوريين هي إجراءات لا تخدم المصالح العليا للوطن.

أوقِفوا رفع الأسعار.. وابحثوا جدياً عن وسيلة لزيادة أجور العاملين والمتقاعدين.. لا تتراجعوا عن دعم الفئات الفقيرة، فهي السند الرئيسي لصمودنا.

العدد 1105 - 01/5/2024