الاستثمار في التوقيت

الدكتور سنان علي ديب:

يلعب الزمن دوراً هاماً في مدى دقة العمل والنتائج المرتقبة، وبالتالي فالدقة والاسراع بإنجاز المهام وبالتوقيت المناسب تفوح روائح ذكية عطرة للنتائج، أمّا التأخير والاستكانة والانتظار فقد تقلّل الفرص وتزيد التكاليف وكذلك التسرع من دون نضوج البيئة.

من المؤكد أن ما جعلنا نبتدئ بفحوى ما سبق هو الظروف المستجدة والبيئة المحيطة ومشاعر وشعور الأغلبية التي من كثر المعاناة أصبحت على لهفة وترقب وانتظار لما يحقق رغباتهم ويسد الثغرات، فحجم المعاناة كبير والعوز والفقر والفاقة وتضليل الإعلام وأقلام وأبواق همّها تفريغ كل أمل، وبالتالي تثبيط الهمم وحرف المسارات.

المتابع والقارئ يعرف ويعلم أن الآمال كبيرة ومقومات الانتعاش والعودة ليست قليلة، وأن الانفتاح الكبير على سورية ليس عصا سحرية ولن يكون عشوائياًن ذهب زمن الإحسان والهبات وكل تقاعس سيؤخر النتائج ويقلل المردود.

وبالتالي ينقصنا لحظة الصفر وجدولة الأولويات لاستثمار الجهود والكفاءات بما يلبي الحاجات ويحقق العدالة والمساواة، فيجب أن يكون الكل في خدمة المجموع، والإسراع في البناء كل حسب إمكاناته، والإسراع لا التسرع يقلل الهدر ويزيد الكفاءة في حال كانت الرؤية منطلقة من الواقع وقارئة لتاريخية البناء والتدمير في فترة الحرب ومضيئة لثغراتها.

مهما ضلّلنا يبقى البشر هم الأهم غايةً وأداةً.

وتراكم الخبرات ثروة متراكمة ومتجددة.

استثمار الوقت وإدارته قيمة مضافة واستباق لحل مشاكل وثغرات كثيرة.

فالاستثمار في التوقيت حاجة وضرورة ووفرة في زمن الندرة.

 

العدد 1104 - 24/4/2024