القوة الناعمة تلاحق العمال في عيدهم

بولس سركو:

في اليوم الذي احتفلت فيه أكثر من مئة دولة رسمياً بعيد العمال، كتبت إعلامية سورية مغمورة التالي: (يا عمال العالم– يا نساء العالم– يا أطفال العالم اتحدوا.. شعارات جوفاء أطلقها خبثاء). وعلى الرغم من فظاظة المنشور ووقاحته، لكنه لم يكن الأكثر استفزازية وعدوانية بين مجمل الانتقادات الساخرة الموجهة لعيد العمال هذا العام، وهو ما لا يحصل لأي من الأعياد المعروفة مما يدعو إلى السؤال: لماذا يُهاجم عيد العمال تحديداً؟؟ كيف تصحّ السخرية من ذكرى استشهاد عمال عزل برصاص حراس الرأسمالية لمجرد مطالبتهم بحقوقهم؟؟ والأهم هل التصاعد المستمر في انتقاد هذا العيد عاماً بعد عام دليل على نمو حرية الرأي والتعبير؟ أم نمو تأثير الدعاية الغربية التي لم تتوقف إلى يومنا هذا؟؟ لا شك لدي بأن الهجوم على عيد العمال والاستهزاء به هو من فعل الدعاية السياسية الغربية، فلنتذكر ماذا فعلت في بولندا عام 1989 وبعدها في المجر وألمانيا الشرقية وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا والاتحاد السوفيتي عام 1991.

كيف لا، والمنظومة الرأسمالية هي المالكة الحصرية الوحيدة لوسائل الاتصال، وهي مستمرة في ملاحقة كل ما يتعلق بالفكر الشيوعي ورموزه، والتشهير بهم ونسج الأكاذيب حولهم وتجريمهم زوراً وإثارة الكراهية والريبة تجاههم؟!

كيف لا، وقد خصّصت لهذه المهمة الدعائية مؤسسات وصناديق تمويل بلغت إيراداتها 135500000 دولار أمريكي وجيوش من المختصين والخبراء والمثقفين المأجورين والمرتزقة والجواسيس المهرة في تحويل الضحايا إلى شركاء مجانيين لخدمة مصالح أرباب رأس المال الذين ينهبونهم؟!

كيف لا، وعيد العمال لا يخدم السوق وتجاره، فهو بلا ملابس جديدة ولا زينة ولا حلويات ولا مراجيح؟!

كيف لا، وهو ليس عيداً لتمجيد الأسطورة ولا لإثراء المعابد وإشعال الشموع؟!

كيف لا، وعيد العمال ليس مجرد ذكرى للنواح بل لتجديد النضال المطلبي والتضامن الأممي لقوة العمل البشري التي ترعبهم؟!

كيف لا، وعيد العمال يبدد آمالهم في استنفاد تلك القوة؟!

العدد 1104 - 24/4/2024