أين حليب الأطفال لطرطوس يا حكومة!؟

رمضان إبراهيم:

إذا كان بالإمكان أن يستعيض الكبار عن البروتين الحيواني بما يقابله من النبات، فإن هذا لا يمكن أن ينطبق على الصغار ممّن يشكّل الحليب مصدرهم الغذائي الوحيد، فعلى الرغم من مناشدات مئات الأمهات على مدى الأشهر الماضية، ورغم تناول أكثر من وسيلة إعلامية هذه المشكلة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ماتزال مشكلة فقدان مادة حليب الأطفال من الصيدليات والأسواق محور شكاوى وأحاديث الناس في محافظة طرطوس، وفي حال توفّر أي علبة عند صيدلية أو سوبر ماركت فإنهم يتقاضون سعراً يفوق سعرها بثلاثة أضعاف أو أربعة. وضمن إطار ما تقدّم وصلت إلى (النور) عدة شكاوى في الأيام الماضية عن فقدان هذه المادة في محافظة طرطوس، وعن معاناة المواطنين في تأمينها:

السيدة سعاد أحمد تقول:

نتعذب كثيراً لنستطيع تأمين علبة حليب لأطفالنا بسعر مقبول، ويقولون لنا يوجد حليب (حرّ) لكن بأسعار خيالية، ومن لديه القدرة على شراء علبة حليب بـ 100 ألف ليرة سورية أو أكثر كل ثلاثة أيام؟!

لماذا يوجد الحليب الحر وعلى عينك يا تاجر؟ فمنذ أكثر من 15 يوماً وأنا أبحث في طرطوس عن حليب أطفال (نان 1) أو (بيبي ليه) لكن للأسف مفقودين، فمن المسؤول!؟

أما السيد عيسى محسن فيقول: هل يعقل أن محافظة طرطوس بأكملها لا يوجد فيها علبة حليب أطفال واحدة؟! هذه الحالة موجودة في المحافظة منذ بضعة أشهر وتفاقمت الآن! قُدّمت وعود لكل الصيدليات بأنه سوف يتم تزويدهم بعلب حليب أطفال، لكن بقيت الوعود كلاماً دون تنفيذ.

منذ شهر كان يتم تأمين علبة أو علبتين في الأسبوع لكل صيدلية، أما اليوم فنذهب إلى كل الصيدليات لنطلب علبة حليب أطفال، لكن دون جدوى.

البعض يعلن عبر صفحات الفيس الإعلانية عن وجود المادة، وعندما نسأل عن السعر يكون فوق 75 ألف ليرة.

أما السيدة بتول فتقول: اطرحوا هذه المشكلة كل يوم في مواقعكم وجرائدكم، لعلنا نصل إلى حلّ، مشكلة حليب الأطفال لا يجوز أن تستمر.

أطفالنا يبكون من الجوع ولا يوجد علبة حليب بالصيدليات، وإذا وجدت عند بعض المحلات فإنها تباع بـ 90 ألف ليرة. المشكلة هذه من عدة أشهر فهل يعقل أن طفلاً لا يزيد عمره عن شهرين نقوم بإعطائه زهورات ليتوقف قليلاً عن البكاء لأنه لا يوجد ولا علبة حليب؟! يجب أن تكون علبة الحليب متل رغيف الخبز لماذا لا أحد يحسّ بنا ولا بأطفالنا؟!

*رئيس فرع نقابة الصيادلة بطرطوس شادي عيسى أفادنا بأن أسباب انقطاع حليب الأطفال غير واضحة، وقد تمت مخاطبة مديرية صحة طرطوس حول فقدان المادة، لكن لم يأتِنا الردّ المقنع، بل قالوا إن الكميات التي توزع على الصيدليات ضئيلة جداً ولا تتعدى علبة أو علبتين لكل صيدلية في الأسبوع وأحياناً علبة واحدة طيلة الشهر. وتوقع عيسى أن يكون عدم توفر المادة ناتجاً عن لعبة تجار واحتكار، لا سيما أن مديرية الصحة قامت بجولات على مستودعات الأدوية وأثبتت عدم توفر المادة.

أخيراً، حليب الأطفال مادة ضرورية كالهواء للكائن الحي، ومن غير المقبول ان تبقى تحت رحمة من لا همّ لهم إلا جيوبهم ومصالحهم ضاربين عرض الحائط بكل الصراخ والبكاء، فإلى متى تستمر هذه المهزلة!؟

 

العدد 1104 - 24/4/2024