في رثاء الرفيق الصديق الرائع سمير هديب

أيمن أبو الشعر:

أحقاً رحلتْ

لقد كنتَ وهجاً بهياً، وكالنسرِ عِشتْ

أحقاً أنا لن أراكَ رهيفاً حميماً كما أنتَ كنتْ..

أيُعقلُ أنّْك طيفاً غَدَوتْ

معاً كم شَدونا بأفراحِنا

لحلمٍ سيأتي

معا كم سمَونا بآلامِنا

لآفاقِ سمتٍ وأقفالِ صمتِ

معاً كم خطونا لفجرٍ جديدٍ

بعزم حديدٍ وإخصابِ صوتِ

وداعاً رفيقَ الصِبا والصَفا كم صَفَوتْ

مضيئاً إذا قيلَ مَن يجدلُ الحبَّ فجراً

أشارَ الجميعُ إلى حيثُ أنتْ

وكنّا نُحلِّقُ نحو الشموسِ التي لا تغيبْ

تُراك رفيقي سبقتَ الجميع

إلى مُطلقٍ مثل برقٍ وصلتْ!

وحينَ اصطفاك الرحيل

صحا إذ غفوتْ

إذاً صُبَّ كأسَ اللقاءِ القريبِ رفيقي

لنقرع كأسَ النقاءِ الرقيقِ

سيُنبيكَ ذاكَ الرنينُ الخفيتْ

بأنّي للقياكَ طوعاً أتيتْ

لكي نُكملَ السهرةَ الرائعةْ

ببيتٍ لكمْ وسطَ حمصَ العديّة

هناكَ رسمنا رؤانا الشهيَّة

سنَمضي ولكنَّ أصداءَنا اليانِعةَ

ستبقى مدى الدهرِ رغمَ المنيَّة

بوقعِ النشيدِ الذي شتلَهُ قد سقَيتْ

بأمطارِنا الناصعة

وأفياءِ بيتْ

وروحٍ أبيَّة

بحمصَ العديّة!

العدد 1105 - 01/5/2024