كُن في الحياةِ كاللاعب وليسَ كالحكم لأن الأول يبحث عن هدف و الآخر يبحث عن خطأ

ياسمين تيسير أبو ترابي:

قيلَ للربيع بن الهيثم: (ما نراكَ تعيب أحداً؟

فقال: لستُ راضياً عن نفسي حتّى أتفرغ لذم الناس).

(لنفسي أبكي لستُ أبكي لغيرها

(لنفسي في نفسي عن النّاسِ شاغل)

فكم جميلٌ حين ينشغل الإنسان بتطوير نفسه وتهذيبها، فيهديها ويتولاها بالعناية والحرص، بدل الانشغال بإظهار عيوب الناس من حوله.

فأنا لستُ كئيبة ولا سوداويّة على الإطلاق، لكنّ يبدو عليّ أنني شخصية حسّاسة جداً ولا أحبّ الضحكات المزيفة.

ولستُ انطوائيّة، لكنني عدوة الأماكن المزدحمة والصاخبة.

ولستُ جافة كما تظنون، بل أنا فيض مشاعر مستهلكة..

لا أطيق الكذب والمجاملة، وأكرهُ المنطقة الرّمادية والوقوف بالمنتصف. فالوسط لا يليق بي، أنا أبسط من هذا لاندفاعي باتجاه من أحب ببراءة.

يكفيني أنّني حقيقية.. ولا أجيد ارتداء الأقنعة، كما أنّني لا أجيد الحيل والمخادعة.

أنا لستُ مثالية، ولكني صديقة حقيقية لم أغدر أحداً يوماً.

لم أشكّك في نوايا من هم حولي، ويعجبني وجهي الواحد في كلِّ الظروف وإن كانَ سبباً في معظم مشاكلي، سأرفض التلوّن من لون لآخر لأرضي مُرادك وإعجابك عزيزي أينما كنت وكائناً من كنت.

سأضع رأسي على وسادتي يومياً معلنة بدء المحاكمة بمبادئ ثابتة كوهج شمس لا تنطفئ، وإن غابت فنورها لا يغيب، وقمرٍ وإن لبّدته الغيوم يبقى دليلاً.

لا أنام إلّا وقد أنصفت غيري تماماً كإنصافي لنفسي.

لستُ مثالية إلى هذا الحد، لكني حقاً أسعى لذلك مع كلّ عيوبي وأخطائي وهفواتي وزلاتي، أروّضُ نفسي كجوادٍ هائج، وأقلمها كشجرةٍ ثائرةٍ.

لا يهمني إنْ كثُرت خسائري، فالأهم أن أبقى كما أنا ولا أخسر نفسي.

لا أخسر من أنا!

العدد 1105 - 01/5/2024