الرئيس الأسد والحوار الوطني الواسع

كتب رئيس التحرير:

في كلمته للشعب السوري بعد الزلزال الذي زاد من حزن السوريين وآلامهم، وخلّف آلاف الضحايا والمشردين، أراد السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد أن يضع نقاطاً على حروف كانت مثاراً لتأويل هذا.. وتفسير ذاك.

أولاً_ عظّم الرئيس تكافل فئات الشعب السوري وتضامنهم واستجابتهم، رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن الحصار والعقوبات، للنداء الوطني والإنساني والأخوي، بغض النظر عن الانتماء السياسي والديني والإثني.

ثانياً_ أكد سيادة الرئيس أن تداعيات هذه الكارثة يجب النظر إليها ليس كحالة منفردة، بل بالارتباط بسنوات الجمر السورية خلال 11 عاماً من الحرب.. والألم.. والتخريب والإرهاب، والحصار الاقتصادي، إضافة إلى عوامل خلل تراكمت عبر عقود سابقة للحرب في القطاعات المختلفة.

ثالثاً_ المطلوب، حسب ما أكد السيد الرئيس، الانتقال من معالجة الظروف الطارئة إلى المعالجة الشاملة، وهذه المسألة لا يمكن أن تحصل دفعة واحدة، بل حسب توفر الإمكانات، لكن المهم هو (امتلاك الرؤية المبنية على توافق وطني منطلق من حوار واسع).

وهي ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها السيد الرئيس أهمية الحوار الوطني الواسع، ففي بداية عام 2013 وضع رؤيته المرتكزة على حزمة من الاقتراحات لمعالجة الأزمة، ومنها مسألة الحوار بين السوريين، وأهمية توافقهم.

إن تجميع كلمة السوريين وتوحيدها في الظرف الحالي تعدّ، حسب اعتقادنا، هي حجر الأساس لصمود سورية في مواجهة الاحتلال ومحاولات التقسيم، وللحفاظ على السيادة السورية ووحدة أرضنا وشعبنا، وتحقيق طموحات الشعب السوري بالخروج من نفق الأزمة إلى فضاء معالجة تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، مما يتطلب هذا التوافق الوطني المبني على الحوار الواسع بين الجميع، كما أشار السيد الرئيس.

سورية ستنهض، وعزيمة السوريين اليوم تتجه أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد كلمتهم، والمطلوب هو التجاوب السريع مع هذا التوجه والتوافق على إنهاء أزمتنا، ورسم مستقبل سورية الديمقراطي.. العلماني.

العدد 1105 - 01/5/2024