هي مزيج من العاطفة والمسؤولية

وعد حسون نصر:

الأمومة، لم تكن يوماً كلمة عادية أو لفظاً يحمل صفة الإنجاب للأنثى، هي قطعة من الجسد عاشت فيه وخرجت منه فولجت الحياة، تحتاج الرعاية والحنان لتستمر وتكبر بسلام، ليس المهم أن أنجب طفلاً لكي أكون أمّاً، عليّ أن أشعر بمسؤولية الأمومة قبل الإنجاب، وليس من الضروري أن أضع طفلي بأفضل الحضانات وعند أفضل المربيات لكي أكون أمّاً صالحة، عناقي لطفلي الصغير وأنا أرضعه من ثديي عند ولادته، حتى يُتمّ عامه الأول أفضل إحساس بالأمومة، مراقبة انفعالاته وهو بين يدي، صوت ضحكته وأنا أناغيه، مسؤوليتي أنا قبل أمي والمربية، لذلك قبل أن تصبحي أمّاً كوني قادرة على تحمّل بكاء طفلك في الليل ومرضه، ارتفاع حرارته، ألم بزوغ أسنانه، ألم اللقاح، بداية نطقه للأحرف، كوني معجمه الدقيق، عاداته المكتسبة من المحيط، كوني أنت من يقوّمها، علّميه الحب قبل الكره، كوني طريقه للعلم والنجاح، كوني بيت أسراره وأمانه ومأوى خوفه، اعرفي كيف تديري منزلك حتى لا تتفكّك أسرتك ويضيع طفلك بينك وبين أبيه، لا تجعلي المنزل مصدر قلق لأطفالك وسبباً في لجوئهم للشارع وللآخرين، وسام الشرف يعلق على صدرك كأم ليس بالعلامة التامة لدراسة ابنك في مدرسة خاصة، ولا بتسجيل طفلك في أفخم معهد أو مركز نشاطات، وليس بشراء أفخم الملابس والأحذية له، ولا بتعليمه اللغة في أفخم معهد، ومن أول خلاف مع أبيه أرميه له وأخرج تحت ذريعة أنني أنجزت؟  وسام شرف الأمومة يُعلّق على صدر الأمهات الحقيقيات اللواتي حاربن الظروف كلها من أجل الحفاظ على ترابط الأسرة، ومن أجل بقاء المنزل مرتكزاً على أعمدة المحبة، علّمن أبناءهن المحبة، رافقوهن بالهجاء من حرف الألف حتى إتمام الدراسة، في ظروف قاسية تحت أنظارهن وبمراقبتهن، وآخر مثال هو والدة الطفلة شام البكور، فهي من الأمهات الفاضلات صاحبة المسؤولية بالرغم من الظروف الصعبة التي رافقتها، والنتيجة ظهرت بثمرة أمومتها (شام)، فمن هنا الأمومة مسؤولية وليست غريزة وعاطفة، وجدّاتنا وأمهاتنا هن أكبر دليل لمعنى الأمومة الحقيقية في زمن كانت مُغيّبةً فيه كل مقومات الحياة المريحة.

العدد 1105 - 01/5/2024