في المضيّ إلى نهاية النفق.. علينا التمسك بالثوابت الوطنية

كتب رئيس التحرير:

لا حل عسكرياً للأزمة السورية، بل العمل من أجل حل سياسي يضمن سيادة بلادنا على الأرض والثروات، ويضمن أيضاً وحدة شعبنا بجميع أطيافه السياسية والديمقراطية، وخياراتهم دون تدخل خارجي.

هذا ما قلناه، نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، منذ بداية الأزمة، ومحاولة الغزو الإرهابي المدعوم من التحالف الدولي المعادي لسورية بزعامة الإمبريالية الأمريكية.

لذلك كنا مع الجهود السلمية التي بُذلت في جنيف، وسوتشي، ومنصة (أستانا) بهدف التوصل إلى هذا الحل الذي يوفر الدم السوري ويحفظ ما تبقى من قطاعاتنا المنتجة، ويجنّب المواطنين السوريين مزيداً من الأزمات المعيشية والاجتماعية التي وصلت إلى مرحلة مأسوية. لم نرفع (الفيتو) أمام كل جهد مخلص سعى إلى تحقيق هذه الغاية، بل على العكس تماماً، فقد طالبنا بضرورة الانخراط في هذه الجهود السياسية، وقدمنا مقترحات جدية لتقوية الجبهة الداخلية دعماً للدور السوري في جميع جهود التسوية الجارية حتى يومنا هذا.

واليوم ومع اقتراب العالم من نهاية حقبة هيمنة القطب الأمريكي الأوحد على مجرى السياسة والاقتصاد العالميين، وتحكّمه بمصائر الشعوب، وإشعاله بؤر التوتر في مناطق متعددة دعماً لمصالحه، تتغير شيئاً فشيئاً استراتيجيات وسياسات وتحالفات واصطفافات كاتنت حتى الأمس تدخل في خانة (اللامعقول)، ومن ضمنها بطبيعة الحال أساليب حل النزاعات في مناطق التوتر، ولجم السلوك الأمريكي الساعي إلى وضع العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة، التي تعني بجميع المقاييس نهاية البشرية.

إن التقارب السوري التركي، والاجتماعات التي عقدت على مستويات رسمية متعددة، وتصريحات المسؤولين الأتراك، والتقييم السوري الإيجابي لهذه اللقاءات، تمهد مبدئياً لمرحلة جديدة في مساعي الحل السياسي للأزمة السورية، التي اشتغلت عليها لقاءات (أستانا) والجهود الروسية المتواصلة، وتفتح الطريق أمام واقع جديد إقليمياً ودولياً، يسهم في استقرار الأوضاع في المنطقة بأسرها، لكننا لن نستعجل في وضع الاستنتاجات النهائية، ولن نرفع سقف الآمال دون مؤيدات حقيقية، فمازالت تركيا تحتل الأرض السورية، بل نكرر تأييدنا لأي جهد سياسي لحل أزمتنا، وخلاص شعبنا، ونعيد طرح اقتراحات سبق أن طرحناها لدعم أي تفاوض سلمي مع الآخرين، وتتلخص بتقوية الأوراق في يد المفاوض السوري، عن طريق بذل الجهود الحكومية المخلصة لتخفيف أعباء المواطنين المعيشية، والتي وصلت مع موجة الارتفاعات الأخيرة لأسعار جميع السلع والخدمات إلى مستويات يصعب على المواطنين تحمّلها، والعمل على توحيد كلمة السوريين عبر حوار وطني شامل يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية، والتوافق على الحل السياسي للأزمة، ودعم الجهود التي تبذل في هذا المسعى السلمي، ووضع برنامج للإصلاح السياسي والاقتصادي لسورية المستقبل، الديمقراطية، العلمانية.

نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، رغم المصاعب الاقتصادية الناتجة عن الحصار والعقوبات، وعدم جدّية المعالجات الحكومية، ورغم المصاعب المعيـشية التي أرهقت المواطنين السوريين، والتي تتزايد يوماً بعد يوم، وتدفع بفئات جديدة إلى خانة الفقر والفقر المدقع، مازلنا متفائلين بقرب الخلاص، وبالخروج من النفق الذي أرادته الإدارة الأمريكية وحلفاؤها مستقراً لبلادنا.

فلنتمسك بثوابتنا الوطنية، وبالمصالح العليا لسورية وشعبها، ولنعمل بجهد مخلص لتحقيق طموحات من قاوموا الإرهاب والتقسيم طيلة 11 عاماً، صابرين، ليتحول الأمل إلى انتصار حقيقي.

العدد 1105 - 01/5/2024