ويبقى الأمل خبز الفقير

وعد حسون نصر:

يعيش الكثير من الناس بقناعة أن غداً سيكون أفضل، وأنا متفائلة أيضاً، القادم أفضل بكثير، قطعت علينا أيام كانت أصعب بكثير. هذا التمنّي قد يكون سلاماً داخلياً، وبالتالي هو شعور جميل ومطمئن ويريح النفوس من تعب الكآبة!

لكن إلى متى سنحيا بهذا الشعور الإيجابي؟ هل الظروف حولنا تمنحنا كل هذه الايجابية وتدفعنا لنرى أن غداً أفضل؟ هل يمكنني أن أستشفَّ من التقنين الطويل للكهرباء، والشحّ في الماء، وفقدان الوقود، أن المستقبل سيحمل معه انفراجات، وستمطر السماء علينا سعادة؟ وهل ارتفاع الأسعار للسلع الاستهلاكية الأساسية للمواطنين من زيت ورز وسكر وخبز يجعلنا نستبشر أن القادم مليء بالخير؟ بالتأكيد لا، فلا يمكن أن نجعل من التفاؤل شعاراً ولا من الأمل قوتاً على مدى العمر، وخاصةً أننا نحيا في ظروف غير ملائمة للحياة البشرية، فمن قال إننا بالأمل نلمس الدفء وبالتفاؤل نقتات الخبز، وبالبهجة نُنير منازلنا!؟

في الحياة أمور تتطلّب موقفاً حازماً بالفعل وليس الأمل، عمل دؤوب لا مجرد كلام، بدل أن نتفاءل بالفكر علينا العمل لنلمس الإيجابية، كما الوقوف بوجه الصعوبات لنتجاوز الخذلان والانهزام. التفكير الإيجابي مطلوب لكن لا يمكن أن نحياه صامتين مكتوفي الأيدي جالسين ننتظر الغد الجميل، ليكون الأمل خبزنا علينا أن نحيي أرضنا بالبذار ونرويها بالماء ونحصدها ونطحن حبّها ونخبز طحينها وبعدها نأكل خبزنا وكلنا أمل أننا سخّرنا الظروف لخدمتنا عندما واجهناها وطحنّا القاسي فيها.. ليبقى الأمل خبز الفقراء.

العدد 1105 - 01/5/2024